كيفَ نُؤمِنُ بالقَضاءِ والقَدرِ إيمانًا صَحِيحًا؟
قَال العُلماء: لكي تُؤمِنَ بالقَضاءِ والقَدَرِ إيمَانًا صَحيحًا، ينبَغِي عَليكَ أنْ تُؤمِنَ بأربَعِ مَراتِب؛ العِلْم، والكِتابَة، والمَشِيئَة، والخَلْق.
إذَا أَحكَمَتَ ذَلكَ وفَهِمتَه، ثمَّ تَيقَّنتَه واعتَقَدتَه؛ صِرت علَى الجَادَّةِ مُحصِّلًا لِلرُّكنِ السادسِ مِن أركانِ الإيمَان.
هَذا رَكنٌ إذَا اختَلَّ لَا يَصِحُّ إيمانُ العَبد، لو أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا تُقُبلَ منهُ؛ حتَّى يُؤمِنَ بالقَدَرِ.
* العلم. مَا مَعنَى هَذا؟ هَذهِ هِي المَرتبَةُ الأولى:
أنْ تُؤمِنَ بأنَّ اللهَ ربَّ العَالمِين مَوصوفٌ بصِفَةِ العِلم، وَصِفَةُ العِلمِ بالنسبَةِ للهِ صِفَةُ انكِشَاف؛ يَعلَمُ مَا كَان، وَمَا هُوَ كَائِن، وَمَا سَيكُون؛ لِأنَّ الغَيبَ الذِي لَمْ يَقَع بَعدُ؛ هُوَ غَيبٌ لِي وَلَك، لِأنَّ الزَّمان -كمَا هُو مَعلُوم- حَرَكَةُ الأَفلَاك مِن أرضٍ وَشَمسٍ بتَعَاقُبِ الليلِ والنَّهار، هَذا خَلْقٌ مِن خَلقِه، وَاللهُ -جَلَّ وَعَلَا- لَا يَحكُمُه قَانونٌ جَعَلَهُ حَاكِمًا فِي خَلقِهِ، فَالزَّمَانُ وَالمَكانُ لِي وَلَك، وَأمَّا اللهُ -تَبارَك وَتَعالَى- فَفَوقَ ذَلِكَ جَمِيعِه.
تُؤمِنُ بصِفَةِ العِلْم، أنَّهُ يَعلَمُ عِلمًا مُحيطًا كَامِلًا شَاملًا مَا كَانَ، ومَا هوَ كَائِن، وَمَا سَيكُون، وَمَا لَمْ يَكُن لَو كَانَ كَيفَ كَانَ يَكُون.
أَلَا تَذكُر مَا وَقَع مِنَ الخَضِر لمَّا قَلَعَ رَأسَ الغُلام وَعَاتَبَهُ مُوسَى {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} هَذا شَيءٌ عَجِيبٌ!
تَقتُل هَذا الغُلام!! هوَ لَم يَبلُغ الحُلُمَ بَعْدُ!!
كَيف تَقتُلُه؟! لَيسَ لَكَ عَليهِ مِن سَبيلٍ!!
فَمُوسَى -عَليهِ السَّلامُ- اعتَرَض علَى العَبدِ الصَّالِح- علَى الخَضِر- فِي هَذا.
فِي السُّنَّةِ الصَّحِيحَة ((في الصَّحِيح)) أنَّهُ قَلَعَه، قَالَ النَّبي - صلَّى اللهُ علَيهِ وَسلَّم-: ((فَقَلَعَ رَأسَهُ))
أيْ: رَأسَ الغُلَام, وَهُوَ غَيرُ مُكلَّف –يَعنِي: لَا يُكْتَبُ علَيهِ بَعدُ مَا يَأتِي بِهِ مِن خَيرٍ أوْ شَرٍّ-
لَم يَصِل الحُلُمَ بَعدُ؛ فَلَيسَ بمُكلَّفٍ!
فَقَتَلَهُ الخَضِر، لمَّا فَسَّر لهُ بَعدَ ذَلكَ سَببَ قَتلِهِ إيَّاه؛ أَخبَرهُ أنَّ هَذا الغُلَام- فِي عِلمِ اللهِ ربِّ العَالمِين, وَهُوَ عِلمٌ سَابِقٌ، هَذا أَمرٌ لَم يَقَع بَعدُ- لَو بَقِيَ حَيًّا سَيُرهِقُ أَبَويهِ طُغيَانًا وَكُفرًا؛ إنَّمَا جُبِلَ وَطُبِع عَلَى الكُفْرِ.
مَن الذِي يَعلَمُ هَذَا؟
اللهُ وَحدَهُ يَعلَمُ مَا سَيكُون مِن قَبلِ أنْ يَكُون، وَمَا لَمْ يَكُن- هَذا لَمْ يَكُن، وَلَكِنَّهُ لَوْ كَانَ فَإنَّهُ سَيكُونَ هَكَذَا-, فَاللهُ يَعلَمُ مَا لَمْ يَكُن لَوْ كَانَ كَيفَ كَانَ يَكُون.
أَهلُ النَّارِ عِندَمَا يَطلُبونَ العَودَةَ إلى الدُّنيا مَرَّةً أُخرَى؛ لِيعمَلُوا الصَّالِح, وَيَجتَنِبوا الطَّالِحَ وَالفَاسِدَ, وَلِيستَقِيمُوا علَى الحَقِّ وَالهُدَى المُستَبِين, يَقُولُ اللهُ رَبُّ العَالمِين: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} لَا يَقوَى علَى أنْ يُخبِرَ بذَلِكَ إلَّا الله.
لَا يَستَطِيع إنسانٌ أنْ يَقُولَ: هَؤلَاءِ لَوْ رَجَعُوا... وَمَن أَدرَاك؟!
هَذَا لَيسَ فِي عِلْمِ المَخلُوقِين أَن يَقُولَ: هَؤلَاءِ لَوْ رُدُّوا إلَى الدُّنيَا؛ لَفَعَلُوا مِثلَ مَا فَعَلُوا أَوَّلَ مَرَّة، وَلَكَفَرُوا باللهِ رَبِّ العَالمِين, وَلَكَانُوا مِنَ المُجرِمِينَ المُشرِكِين!!
لَا يَستَطِيع أَحَدٌ أنْ يَحكُمَ بهَذا!!
لِأنَّ هَذا لَمْ يَكُن، وَلَكِنَّ اللهَ ربَّ العَالمِين يَعلَمُ مَا لَمْ يَكُن لوْ كَانَ كَيفَ كَانَ يَكُون.
لِأَنَّهُ لَنْ يُرجِعَهُم إلَى الدُّنيَا, انتَهَى الأَمْر. وَمَع ذَلِكَ يُخبِرُنَا اللهُ يَقِينًا أنَّ هَؤلَاءِ لَوْ رَجَعُوا إلَى الدُّنيَا؛ لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنهُ, فَتُؤمِنُ بعِلمِ اللهِ المُحِيط.
إذن؛ اللهُ يَعلَمُ كُلَّ شَيءٍ قَبلَ خَلقِ السَّماواتِ وَالأرض؛ يَعلَمُ اللهُ رَبُّ العَالمِين مَا سَيكُون عِندَمَا يَخلُقُ السَّماواتِ وَالأرض، وَمَا يَكُونُ مِن فِعلِهِ هُوَ؛ وَكَذَا مَا يَكُونُ مِن فِعلِ خَلقِهِ فِي أَرضِه علَى كَثرَتِهِم، لَا يَعلَمَهُم إلَّا الذِي خَلَقَهُم.
لَابُدَّ أنْ تُؤمِن بِصِفَةِ العِلمِ للهِ، وَصِفَةُ العِلمِ مِن الصِّفَاتِ الثَّابِتةِ للهِ -تبَارَك وَتَعَالى- بالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَالإجمَاعِ، وَالفِطرَةِ، وَالعَقلِ.
ثُمَّ، هَذهِ الصِّفَةُ الجَليلَةُ العَظِيمَةُ التِي للهِ رَبِّ العَالمِين لَا تُشبِهُ صِفَةَ العِلمِ عِندَ المَخلُوقِين؛ لِأنَّ اللهَ -جَلَّ وَعَلَا- سَمَّى بَعضَ خَلقِهِ عَلِيمًا، وَسَمَّى نَفسَهُ العَلِيم.
قَالَ: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} فَسَمَّى بَعضَ خَلقِهِ عَلِيمًا، وَهُوَ سُبحَانَهُ العَلِيم.
(إذَا كَانَ الوَصفُ للهِ؛ كَانَ علَى قَدْرِ اللهِ، وَإذَا كَانَ الوَصفُ لِمَن دُونَ اللهِ مِن خَلقِهِ؛ فَهُوَ علَى قَدْرِ المَوصُوفِ).
هَذِهِ قَاعِدَةٌ أَنتَ تَجِدُهَا فِي نَفسِك بالفِطرَةِ اللُّغَوِيَّةِ، وَكُلُّ نَاطِقٍ بِلِسَانٍ –كُلُّ صَاحِب لُغَة فِي الأَرضِ مَهْمَا اختَلَفَت لُغَتُه- يَعلَمُ أنَّ الصِّفَةَ علَى قَدرِ المَوصُوف.
يَعنِي: هَل تَجِد أَحَدًا مَهمَا بَلَغَ مِن السَّفَاهَةِ وَالجُنونِ يَقُولُ: يَدُ النَّملَةِ كَيَدِ الفِيل؟!
هَذِه يَدٌ وَهَذِهِ يَدٌ!! فَمَادَامَت هَذِهِ يَد وَهَذِهِ يَدِ؛ فَيَدُ النَّملَةِ كَيَدِ الفِيل!!
لَا؛ هُوَ يُفرِّق تَفرِيقًا غَريزِيًّا فِطرِيًّا لُغَويًّا بمَا فَطَرَهُ اللهُ عَليهِ، وَفَطَرَ عَليهِ كُلَّ نَاطِقٍ بِلِسَانٍ فِي الأرضِ، بَينَ الصِّفَةِ تَكُون لمَوصُوفٍ, وَالصِّفَةُ تَكُون لمَوصُوفٍ آخَر.
يَعنِي: أَنتَ تُثبِتُ لِوَلَدِكَ الصَّغِير عِندَمَا يُرِيدُ أنْ يُدَاعِبُكَ فَيُكَوِّرُ قَبضَتَهُ ثُمَّ يَقُولُ: أَضرِبُك؛ تُثبِتُ لهُ القُوَّة، فَهُوَ يَضرِبُ بِهَذِهِ القُوَّة أَبَاهُ مُدَاعِبًا إِيَّاه.
تُفَرِّقُ بَينَ هَذِهِ القُوَّة فِيهِ, وَبَينَ القُوَّةِ فِي المُصَارِعِ الذِي يَقُولُ: أَضرِبُك، فَيَقضِي عَلَيك.
لَيسَ كُلُّ قُوَّةٍ كَكُلِّ قُوَّة، وَإنَّمَا القُوَّةُ علَى قَدرِ المَوصُوفِ بِالقُوَّةِ. هَذا أَمرٌ مَعرُوفٌ.
أَنتَ تَقُولُ: استَوَيتُ علَى المِنبَرِ، هَذَا استِوَاءُ مَخلُوقٍ إنسَانِيٍّ علَى مَخلُوقٍ.
وَتَقُولُ: استَوَت السَّفِينَةُ علَى الجُودِي -أَيْ: علَى الجَبَل-.
فَتُفرِّقُ بينَ اسْتِواءِ الجَمَادِ علَى الجَمَاد، وَاستِواءِ الإنسَانِ الحَيِّ النَّاطِقِ المُدرِكِ علَى الجَمَاد.
وَكذَلِك علَى الحَيوانِ -تستَووا علَى ظَهرِهِ- علَى ظُهورِ الحَيوانَاتِ وَالأنعَام، اسَتواؤكَ علَى ظَهرِ الحِمَارِ أوْ الجَمَلِ لَيسَ كَاستوائِكَ علَى الكُرسِيِّ وَلَا علَى المِنبَرِ, وَلَيسَ هَذَا وَهَذَا كَاستِواءِ السَّفِينَةِ علَى الجَبَلِ.
إِذَن: يَكونُ الاستَواءُ علَى قَدرِ المَوصُوفِ بِهِ, فَكلُّ صِفَةٍ علَى قَدرِ المَوصُوف، الصِّفَاتُ علَى قَدرِ الذَّوات... ذَاتُ رَبنَا لَيسَ كمِثلِهَا ذَات، فَصِفَاتُه لَيسَ كَمِثلِهَا صِفَات.
إِذَن: صِفَةُ العِلمِ للهِ لَيسَت كَصِفَةِ العِلمِ لِلمَخلوق, مَا الذِي يَعلَمَه الإنسان؟!
{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} فَأنتَ تَتَعَلَّم مِن بَعدِ جَهلٍ، وَإذَا امتَدَّت حَياتُك وَأنْتَ مُحصِّلٌ لِلعِلمِ نَسِيتَهُ؛ فَتَنسَاهُ مِن بَعدِ تَعَلُّم؛ فَعِلمُكَ بَينَ الجَهلِ وَالنِّسيَان.
ثُمَّ يَحدُثُ لَك -مَا بَينَ هَذا وَهَذَا- كَثيرٌ مِن الآفَاتِ، يَدخُلُ مَحفُوظُك فِي مَحفُوظِك، يَحدُثُ عِندَك الوَهَمْ، يَصِيرُ أُمرُكَ إلَى الاختِلَاطِ أوْ سُوءِ الحِفظِ، إلَى غَيرِ ذَلكَ مِمَّا هُوَ مَعلُومٌ مِن آفاتِ العِلم فِي الكَائنِ الإنسَانِيِّ.
عِلمُ اللهِ المُحيط، تُؤمِنُ بِهِ أَوَّلًا؛ كَتَبَ اللهُ رَبُّ العَالمِين -علَى مُقتَضَى هَذا العِلْم- مَا سيَكونُ مِن قَبلِ أنْ يَكُون؛ لِأنَّهُ يعْلَمُه، فَخلْقَ القَلَم وَقَالَ لهُ: اكتُب؛ قَالَ: رَبِّ مَا أكَتُب؟
قَالَ: اكتُب مَقادِيرَ كُلِّ شَيء, وَذَلِك قَبلَ خَلقِ السمَاواتِ وَالأرض بخَمسِينَ أَلفَ سَنَة, وَكانَ عَرشُهُ علَى المَاءِ.
كَتبَ اللهُ مَقادِيرَ الأشيَاءِ، كَتبَ اللهُ رَبُّ العَالمِين مَا سيَأتِي مِنَّا مِن عَمَلٍ نَكونُ مَجبُرينَ عَليهِ، أَوْ مُخيَّرينَ فِيهِ.
كَتَبَ مَا سَيكُون فِي كَونِهِ مِن جَمِيعِ خَلقِه قَبلَ خَلقِ السمَاواتِ والأرض بخَمسِين أَلفَ سَنَة.
يَقُولُ قَائلٌ: كَيفَ كَتَب؟!
كَيف كَتَب!! كَتَبَ علَى مُقتَضَى عِلمِه، هُوَ يَعلَمُ مَا سَيكُون مِن قَبلِ أنْ يَكُون، فَأَمَرَ القَلَم فَكَتَب.
الحَدِيث لهُ رِوايَتان: ((أَوَّلُ مَا خَلقَ اللهُ القَلَم)) ؛ فَهَذا يَدُلُّ عِندَ بَعضِ أَهلِ العِلْم علَى أنَّ الأَوَّلِية هَاهُنَا لِلقَلَمِ فِي الخَلقِ، فَقَالُوا: أَوَّلُ مَخلُوق هُوَ القَلَم.
هُنَاك رِوَايَةٌ أُخرَى: ((أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ القَلَمَ؛ قَالَ لَهُ: اكتُب)) ؛ فَأَوَّلَ مَنصُوبَةٌ علَى الظَّرفِيَّة
يَعنِي: عِندَمَا خَلَقَ اللهُ رَبُّ العَالمِين القَلَم -بِمُجَرَّد خَلقِه- قَالَ لَهُ: اكتُب؛ فَهذِهِ لَا تَعَلُّقَ لهَا بِأوَّلِيةٍ لَا مُطلَقَةٍ وَلَا نِسبِيَّةٍ؛ لِأنَّ أَهلَ السُّنَّةِ يَقولُونَ: الحَدِيثُ نَفسُه فِيهِ دَلَالَة علَى أَنَّ العَرشَ كَانَ قَبلَ القَلَم, وَهُوَ مَخلُوقٌ قَبلَ القَلَم...
فَأَهلُ السُّنَّةِ علَى أنَّ: العَرشَ هُوَ أَوَّلُ مَخلُوق -مَخلُوقٌ قَبلَ القَلَم- إِذَن: هِيَ أَوَّلِيَّةٌ نِسبِيَّةٌ.
فَقَالُوا: إِذَن أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ رَبُّ العَالمِين مِن خَلقٍ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بالعَالَمِ السُّفلِي؛ لِأنَّ القَلَمَ يَكتُبُ مَقَادِيرَ الأشيَاء؛ فَهَذا أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ بالنِّسبَةِ لِمَا يَتَعَلَّق بالعَالَمِ السُّفلِيِّ.
وَأَمَّا العَرشُ؛ فَهُوَ أَوَّلُ مَخلُوقٍ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بالعَالَمِ العُلوِيِّ وَالسُّفلِيِّ، وَأَنتَ تَعلَمُ أنَّ العَرشَ أَكبَرُ مَخلُوقَاتِ اللهِ رَبِّ العَالمِين وَأعظَمُهَا، استَوى عَليهِ اللهُ –عَزَّ وَجَلَّ-، وَالعَرشُ فَوقَ السَّماءِ السَّابِعَة والسَّمَاوَاتُ؛ لِأنَّ الكَونَ دَائِري، الفَلَك دَائرِي؛ فَالسَّمَاءُ الدُّنيَا مُحيطَةٌ هَكَذَا بالأرضِ, وَلِذَلِك إذَا كُنتَ هَاهُنَا فَالسَّمَاءُ فَوقَكَ، وَمَن هُوَ بالطَّرفِ الآخَرِ مِن الأرضِ فَالسَّمَاءُ فَوقَهُ أَيضًا؛ فَالكُونُ كُرِّيٌّ كُرَوِيٌّ دَائِرِيٌّ.
الفَلَكُ كَذِلِك؛ وَهَذا فِيهِ دَلَالَةٌ علَى أنَّ السَّمَاءَ الدُّنيَا أَصغَرُ مِنَ السَّمَاءِ الثَّانِيَة؛ لِأنَّ السَّمَاءَ الثَّانِيَة فَوقَهَا, وَمَع ذَلِكَ فَاللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- خَلَقَ العَرشَ وَخَلَقَ الكُرسِيَّ، وَيَقُولُ عَنِ الكُرسِيِّ -وَهُوَ أَصغَرُ مِنَ العَرشِ كمَا فِي الحَدِيثِ- يَقُولُ رَبُّنَا -تبَارَك وَتَعَالى- عَن هَذَا الكُرسِّي: {وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمواتِ وَالأرْضَ}؛ فَالكُرسِيُّ وَسِعَ السَّمَاواتِ وَالأرضَ, السَّمَاوَاتِ جَمِيعًا وَالأَرضَ.
وَيَقُولُ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ-: ((مَا السَّمَاوَاتُ وَالأرضُ فِي الكُرسِيِّ إِلَّا كَحَلْقَةٍ فِي فَلَاةٍ))
كَخَاتَمٍ -حَلْقَةٍ مِن المَعدِنِ- أُلقِيَت فِي صَحَرَاءٍ مُترَامِيَةِ الأَطرَافِ مَا تَبلغ؟!
فَالسَّمَاوَات وَالأَرض -علَى اتِّسَاعِ السَّمَاوَات- بالنِّسبَةِ لِلكُرسِيِّ؛ كَالحَلْقَةِ فِي الفَلَاةِ، وَالكُرسِيُّ بِالنِّسبَةِ لِلعَرشِ كَالحَلْقَةِ فِي الفَلَاةِ, وَاللهُ –عَزَّ وَجَلَّ- {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}.
فَالسَّمَاء الثَّانِية فِي جَوفِهَا السَّمَاءُ الدُّنيَا، وَهَذا الذِي تَراهُ بِالنَّهارِ لَيسَ السَّمَاء، الذِي تَرَاهُ بِالنَّهَارِ أَعلَى طَبَقَاتِ الهَواءِ الجَوِّي؛ لِأَنَّ أَشِعَّةَ الشَّمس عِندَمَا تَأتِي؛ تَختَرِقُ إِلينَا هَذِهِ الطَّبَقات مِن الغُلَافِ الجَوِّي حَتَّى تَصِلَ إِلَينَا.
هَذِه الزُّرْقَة التِي تَرَاهَا بالنَّهَارِ لَيسَت السَّمَاء، هَذِهِ هِيَ الطَّبقَةُ العُليَا مِن الغُلافِ الجَوِّي؛ لِأنَّ كُلَّ أَلوَانِ الطَّيْفِ تُمتَصُّ إِلَّا اللَونَ الأَزرَقَ, فَتَظهَرُ تِلكَ الطَّبَقَة زَرقَاءَ، تَقُولُ هَذِه السَّمَاءُ, وَلَيسَت السَّمَاء!!
وَأمَّا بِاللَّيلِ: فَأنْتَ تَرَى النُّجومَ فِي السَّمَاءِ، وَالسَّمَاء مَا وَرَاءَ ذَلِكَ وَهِيَ مُرَصِّعَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَالذِي تَرَاهُ بِاللَّيلِ هُنَالِكَ فَوقَ تِلكَ النُّجومِ -بِمَا لَا يَعلَمُ مِقدَارَهُ وَمَسافَتَهُ إِلَّا الله- هَذِهِ هِيَ السَّمَاءُ الدُّنيَا، وَهَذِهِ فِي جَوفِ السَّمَاءِ الثَّانِيَة، وَبَينَهُمَا مَسَافَة.
فِي بَعضِ طُرُقِ الأحَادِيث -وَإنْ كَانَت لَا تَثبُت- أَنَّ المَسافَةَ بَينَ الأَرضِ وَالسَّمَاءِ الدُّنيَا مَسيرَةَ خمسين أَلفَ سَنَةٍ, وَكِثَفُ السَّمَاءِ الدُّنيَا مَسِيرَةَ خمسين أَلفَ سَنَةٍ, وَبَينَ السَّماءِ الأُولَى وَالسَّمَاءِ الثَّانِيَة مَسِيرَة خمسين أَلفَ سَنَةٍ، وَقِسْ علَى ذَلِكَ إلَى السَّماءِ السَّابِعَة, ثُمَّ العَرشُ فَوقَ السَّماءِ السَّابِعَة.
السَّمَاء السَّابِعة فِي جَوفِهَا السَّمَاوَاتُ السِّت, وَهَذِهِ الأَرضُ وَتِلكَ الأَفلَاكُ، وَالعَرشُ فَوقَ ذَلِكَ جَمِيعِه، وَالرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى، وَلَيسَ فَوقَ العَرشِ مَكانٌ وُجُودِيٌّ...
لَيسَ فَوقَ العَرشِ مَكانٌ وُجُودِيٌّ؛ حتَّى لَا يَقُولَ قَائلٌ: الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى, يَعنِي: فِي مَكَانٍ!!
لَا، لَيسَ كمَا تَتَوَهَّم، لَيسَ فَوقَ العَرشِ مَكَانٌ وُجُودِيٌّ، وَمَعَ ذَلكَ فَاللهُ –عَزَّ وَجَلَّ- يَعلَمُ مَا يَدُورُ بِخَاطِرِك, وَمَا يَجُولُ بِنَفسِكَ, وَهُوَ أَقرَبُ إِليكَ مِن حَبلِ الوَرِيد، وَنَاصِيَتُكَ بِيَدِهِ، وَهُوَ عَليكَ مُقتَدِرٌ, وَيَعلَمُ سِرَّكَ وَنَجوَاكَ, وَيَعلَمُ مَا يَجُولُ بِخَاطِرِكَ، وَإنْ لَمْ تُفصِحْ عَنهُ، وَهُوَ يَعلَمُ كُلَّ شَيءٍ, وَيَرَى فِي اللَّيلَةِ الظَّلمَاءِ دَبِيبَ النَّملَةِ السَّودَاءِ علَى الصَّخرَةِ الصَمَّاءِ فِي اللَّيلَةِ الظَّلمَاءِ، وَيَسمَعُ كُلَّ شَيءٍ.
تَقُولُ عَائشَةُ -رَضِي اللهُ عَنهَا-: ((سُبحَانَ مَن وَسِعَ سَمعُهُ كُلَّ شَيءٍ! وَاللهِ إِنَّ المُجَادِلَةَ جَاءَت تُجَادِلُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم- فِي زَاوِيَةِ الحُجرَةِ، وَأَنَا فِي الحُجرَةِ مَا أَسمَعُ كَلَامَهَا! فَأنْزَلَ اللهُ رَبُّ العَالَمِين: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا})).
تَقُولُ: سُبحَانَ مَن وَسِعَ سَمعُهُ الأصوَات! لَا يَخفَى عَليهِ شَيء!!
تُؤمِنُ بعِلمِه، أَنَّهُ يَعلَمُ مَا سَيكُون مِن قَبلِ أنْ يَكُونَ فَكَتَبَه، أَمَرَ القَلَمَ فَكَتَبَ مَقادِيرَ الأشيَاءِ قَبلَ خَلقِ السَّماوَاتِ والأَرض بخَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ.
هَذِهِ الكِتَابَةُ، هَل هُنَاكَ تَلازُمٌ بَينَهَا وَبينَ الجَبرِ ؟!
بِمَعنَى: أَنَّ الإنسَانَ مَكتُوبٌ عَليهِ أَنَّهُ سَيفعَلُ كَذَا؛ فَيَقُولُ: مَادَامَ هَذا مَكتُوبٌ عَلَيَّ؛ فَأنَا مَجبُورٌ علَي أنْ أَفعَلَهُ!!
لَا؛ اللهُ يَعلَمُ مَا سَيكُون مِن اختِيَارِك أَنتَ, مِن قَبلِ أنْ تَختَارَهُ... مِن قَبلِ أَنْ يَخلُقَك... مِن قَبلِ أَنْ يَخلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرض بخَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ... يَعلَمُ أَزَلًا مَا سَيكُونُ فِي كَونِهِ.
سُبحَانَ الله! أَلَا يَعلَمُ مَن خَلَقَ؟!
اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بكُلِّ شَيءٍ عَلِيم، فَعَلِمَ مَا سَيكُونُ مِنكَ فَكَتَبَهُ.
الذِي يَكُونُ مِنكَ مِن فِعلِكَ علَى ثَلاثَةِ أَقسَامٍ: فِعلٌ يَقَعُ فِيك، وَفِعلٌ يَقَعُ عَلَيكَ، وَفِعلٌ يَقَعُ مِنك.
الفِعلُ الذِي يَقَعُ فِيكَ:
كَأَنْ يُصَابَ الإنسَانُ بِتَلَيُّف فِي الكَبِدِ مَثَلًا، أَوْ بِإرتِجاعٍ فِي الصِّمَامِ المَايِترَالِي، أَوْ بِضِيقٍ فِي صِمَامِ الأَوْرَطي، يُصِيبُهُ شَيء, هَذا الشَّيء رُبَّمَا أَدَّى إلَى مَوتِهِ.
يَعنِي: إِذَا أُصِيبَ بِتَلَيُّفٍ فِي الكَبِدِ, ثُمَّ وَصَلَ الكَبِدُ إِلَى حَدِّ الفَشَل؛ فَإِنَّهُ يَمُوت، وَسَبَبُ مَوتِهِ الظَّاهِر هَذَا، اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَنْ يَسأَلَكَ لِمَاذَا مُتَّ بِهَذَا السَّبَبِ؟ إِلَّا فِي حَالَةٍ وَاحِدَةٍ، إِذَا كُنتَ أَنتَ المُتَسَبِّبَ فِي وقُوعِ هَذَا فِيك.
يَعنِي مَثَلاً: لَو نَظَرتَ فِي تَلَيُّفِ الكَبِد، بِالجُملَةِ هُوَ يَقَعُ مَثَلًا مِن مُعَاقَرَةِ الخَمرِ، الذِينَ يُدمِنُونَ شُربَ الخَمرِ يَتَلَيَّفُ كَبِدُهُم، تَفسَدُ خَلَايَاهُ، وَيَصيرُونَ إلَى حَدِّ الفَشَلِ الكَبِدِي مَع المَمَات.
هَذَا مَسؤول، هَذا كَأنَّهُ تَسَبَّبَ فِي قَتلِ نَفسِه؛ لِأنَّهُ هُوَ الذِي أَخَذَ بِهَذِهِ الوَسِيلَةِ التِي أَدَّت إِلَى هَذِهِ النَّتِيجَة.
وَيُمكِن أَنْ يُصَابَ الإنسَانُ بِالبِلهَارِسيَا المَعَوِيَّة، رَجُلٌ يَعمَلُ فِي حَقلِهِ، يَجِدُّ وَيَكِدُّ مِن أَجلِ استِخرَاجِ رِزقِهِ وَرِزقِ أَولَادُه، وَلَا بُدَّ لَهُ مِن مُبَاشَرَةِ هَذا المَال -كَمَا يَقَعُ لنَا جَمِيعًا- نَسأَلُ اللهَ العَافِيَةَ وَالسَّلَام. لَم يَتَسَبَّبْ فِي شَيءٍ, وَلَا يَستَطِيع أَنْ يَبتَعِد عَن هَذا المَال؛ فَيُصَاب -يُصَابُ بِالبِلهَارِسيَا المَعَوِيَّة- قَد تَكُونُ سَبَبًا فِي تَلَيُّفِ الكَبِدِ وَالوَفَاة.
قَالَ الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ-: ((مَن قَتَلَهُ بَطنُهُ فَهُوَ شَهِيدٌ)) انظُر إِلَى الفَرقِ.
فَالفِعلُ الذِي يَقَعُ فِيكَ لَا تُسألُ عَنهُ؛ لِأنَّكَ لَا دَخلَ لَكَ فِيهِ, إِلَّا إِذَا كُنتَ مُتَوسِّلًا بِوَسِيلَةٍ لِوقُوعِهِ فِيكَ -كَهَذَا المِثَال-.
وَشَيءٌ آخَرَ ؛عَن رَدِّ فِعلِكَ علَى قَدَرِ اللهِ فِيكَ.
يَعنِي: الرَّجُل الذِي يُصابُ بِتَلَيُّفِ الكَبِد بِسَبَبِ البِلهَارِسيَا المَعَويَّة، هَذا لَمْ يَكُن سَبَبًا فِي وقُوعِ مَا وَقَعَ فِيه، وَلَكِن عِندَمَا يُصَابُ لَا يَصبِر, وَيَعتَرِض علَى القَضَاءِ وَعَلَى القَدَرِ, وَيَعتَرِض علَى أَمرِ اللهِ رَبِّ العَالمِين فِيهِ، لَا يَرضَى عَن اللهِ الذِي قَدَّرَ عَليهِ مَا قَدَّر، فَهُوَ يُحاسَبُ علَى هَذَا.
إِذَن يُحاسَبُ علَى تَسبُّبِه فِي وقُوعِ مَا وَقَعَ فِيهِ، وَيُحاسَبُ علَى رَدِّ فِعلِهِ علَى قَدَرِ اللهِ فِيهِ.
وَكَذلِكَ الفِعلُ الذِي يَقَعُ عَليكَ:
الإنسَانُ عِندمَا يَنزِلُ عنِ الدَّرَجِ -عنِ السُّلَّم- رُبَّمَا تَلتَوِي قَدَمُه فَيُكسَر، هَذا فِعلٌ وَقَعَ عَليهِ هُوَ غَيرُ مَسؤولٍ عَنهُ؛ إِلَّا إذَا كَانَ مُتسَبِّبًا لوقُوعِ هَذا الفِعلِ عَليهِ.
مِثل: أنْ يَنَام علَى السَّطحِ والسَّطحُ مِن غَيرِ سُورٍ، وَهُوَ يَعلَمُ أنَّ نَومَهُ ثَقيلٌ؛ فَهَذا يَتَحَرَّك فَيَقَعُ, فَهَذا يُحَاسَبُ علَى عَدَمِ أَخذِ الحَيطَةِ بَوسَائلِهَا فِي هَذا الأَمْرِ الذِي وَقَعَ عَليهِ.
شَيءٌ آخَر؛ رَدُّ فِعلِكَ علَى قَدَرِ اللهِ فِي الفِعلِ الذِي وَقَعَ عَليكَ...
الذِي يَنزِل عَنِ السُّلَّم تَلتَوِي قَدَمُه, تُكسَرُ رِجلُه, يَقولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ! اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، رَضِيَ عنِ اللهِ؛ فَرَضِيَ اللهُ عَنهُ.
وَأمَّا الآخَرُ فَيقُولُ: يَعنِي لَيسَ هُناكَ مِن نَازِلٍ إِلَّا أَنَا، النَّاسُ يَنزِلُونَ, فَلِمَاذا أَنَا مِن دُونِ هَؤلَاءِ النَّاس تَلتَوِي قَدَمِي وَتُكسَر رِجْلِي؟!!
يَعتَرِضُ علَى القَدَرِ! يُحاسَبُ علَى هَذا.
بَقِيَ الفِعلُ الذِي يَقَعُ مِنكَ:
الفِعلُ الذِي يَقعُ مِنك، أَعطَاكَ اللهُ رَبُّ العَالمِين المَشيئَةَ علَى فِعلِه، فَأنتَ مَسؤولٌ عَن فِعلِه، أَمَرَنا اللهُ رَبُّ العَالمِين بالصَّلَاةِ، فمِنَّا مَن يُصَلِّي وَمِنَّا مَن لَا يُصَلِّي، بَعضُ النَّاسِ يَحتَجّ بالقَدَرِ!!
يَعنِي تَقولُ لَهُ: لِمَا لَا تُصَلِّي؟
يَقولُ: إنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- كَتَب عَلَيَّ ألَّا أُصَلِّي!!
صَحِيحٌ، وَلَكِن لَمْ يُجبِركَ علَى عَدَمِ الصَّلَاةِ، هُوَ كَتَبَ مَا سيَكُونُ مِنكَ، عَلِمَ أنَّكَ لَنْ تُصَلِّي باختِيَارِكَ؛ لِأنَّكَ تُسألُ سُؤالًا مُباشِرًا -إذَا احتَجَّ بالقَدَرِ يُسألُ سُؤالًا مُباشِرًا- .
نَقُولُ: أنتَ لَا تَعرِفُ مَا قُدِّرَ عَلَيكَ إلَّا بَعدَ وقُوعِه، وَأنتَ تَحتَجُّ قَبلَ وقُوعِ الفِعلِ عَليكَ بهَذَا الفِعلِ الذِي لَا يُعلَمُ إلَّا بعَدَ وقُوعِه، لَمَ لَا تُصَلِّي؟
يَقُولُ: إنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَيَّ أَلَّا أُصَلِّي!!
لَن تَعلَم أَنَّهُ قُدِّرَ عَليكَ أَلَّا تُصَلِّي إِلَّا بَعدَ أَلَّا تُصَلِّي وَيَخرُجَ وَقتُ الصَّلاة.
العِلمُ، وَالكِتَابَةُ وَالمَشِيئَةُ النَّافِذَةُ وَالخَلقُ.
لَابُدَّ أنْ نَجلِسَ فِي مَجِالِس أَهلِ العِلم؛ لِنَتَعَلَّمَ الاعتِقَاد الذِي نَنجُوا بِهِ مِن العَذابِ فِي قُبُورِنَا عِندَ السُّؤال: مَن رَبُّك؟ وَمَا دِينُك؟ وَمَا تَقُولُ فِي الرَّجُلِ الذِي بُعِثَ فِيكُم؟ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ- وَكَذَلِك يَومَ القِيَامَة.