تفريغ مقطع : أَهَمُّ شَيْءٍ في الحياةِ: هو دِينُ الله
دِينُ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- الذي مَنَّ عليك بِهِ هو أَعَزُّ شيءٍ عليك، وأَعْظَمُ نِعمةٍ أَنْعَمَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بها عليك.
الدينُ أَهَمُّ للمسلمِ مِنَ الطعامِ والشرابِ، وهو أَهَمُّ للمسلمِ مِنَ النَّفَسِ.
دينُ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، وكَذَلِكَ العِلْمُ الشَّرْعِيُّ يَحْتَاجُهُ المسلمُ أكثَرَ مما يحتاجُ الطعامَ والشرابَ.
اﻹنسانُ يَحْتَاجُ الطعامَ والشرابَ في اليومِ مَرَّةً أو مرتينِ؛ ولكنه يَحْتَاجُ الدينَ، ويَحْتَاجُ العِلْمَ الشَّرْعِيَّ بِعَدَدِ أَنْفَاسِهِ؛ بل إِنَّ الدينَ والعِلْمَ الشرعيَّ أَهَمُّ وأَنْفَسُ عندَ المسلمِ مِنَ النَّفَسِ؛ ﻷنَّ النَّفَسَ إذا انْقَطَعَ؛ مات الجسدُ، أَمَّا الدِّينُ والعِلْمُ الشرعيُّ إذا انْقَطَعَ؛ مات القلبُ، وبَارَت الحياةُ، وصَارَ إلى الخُسْرَانِ المُبِينِ فِي الدنيا وفِي اﻵخِرَةِ.
فالدِّينُ أَهَمُّ شيءٍ.
ولَوْ ﻻ الدِّينُ ما عُرِفَ العِرْضُ، وﻻ صِينَ الشَّرَفُ، وﻻ حُوفِظَ على اﻷرواحِ واﻷبدانِ والأموالِ والمُمْتَلَكَاتِ.
دينُ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لَنْ تَجِدَ صَلاحًا في مكانٍ مِن الأماكنِ في اﻷرضِ إﻻ وهو أَثَرٌ مِن آثَارِ الدينِ بِصُورَةٍ مِن الصُّوَرِ، وما تَجِدُ مِنْ فَسَادٍ قَطُّ إﻻبسببِ الِانْحِلَالِ مِن الدينِ ومخالفةِ الشريعة، وكلما وُجِدَت السُّنَّةُ وَطُبِّقَتْ في مكانٍ؛ كان آمِنًا، وكان فيه مِن الخيرِ بِقَدْرِ تطبيقِ السُّنَّةِ؛ ﻷنَّ الناسَ لو أَطَاعُوا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ظاهرًا وباطنًا؛ ما وُجِدَ في الدنيا شّرٌّ قَطُّ، وإنما يُوجَدُ الشَّرُّ في المكان ِعلى قَدْرِ مُخَالَفَةِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فيما جاء به مِن الدِّينِ مِنْ عِنْدِ ربِّهِ، فلا يَأْمَنُ الناسُ مَعَ ارتفاعِ مُسْتَوَى المَعِيشَةِ مِنْ غَزْوِ جَمِيعِ اﻷمراضِ النَّفْسِيَّةِ لِقُلُوبِهِم وأرواحِهِم وعُقُولِهِم، وتَجِدُ في أَعْلَى بِلَادِ الدُّنْيَا دَخْلًا لِلْفَرْدِ عَلَى مستوى العالَمِ كُلِّهِ.
أَعْلَى نِسْبَةٍ لِلِانْتِحَارِ!!
لماذا يَنْتَحِرُون؟!!
الناسُ يَنْتَحِرُونَ للحَاجَةِ، لِلْعَجْزِ، لِعَدَمِ الوِجْدَانِ، لِلْفَقْرِ، لِلْمُعَانَاةِ.
أمَّا مَعَ الرَّفَاهِيَةِ والنعيمِ وما أَشْبَه؛ فكيف تُوجَدُ أَعْلَى نسبةٍ لِلِانْتِحَارِ مَعَ أَعْلَى نِسْبَةٍ لِلدَّخْلِ لِلْفَرْدِ على مُسْتَوَى العَالَمِ كُلِّه؟!!
كُلُّ هذا بِسَبَبِ أَنَّ في اﻹنسانِ جُوعًا فِطْريًا غَرِيزِيًا جَعَلَهُ اللهُ -تبارك وتعالى- في قَلْبِهِ للعبودية، أَنْ يَكُونَ عَبْدًا للهِ، لِدِينِ اللهِ الحَقِّ، فإذا لم يُوجَدْ ما يَسُدُّ الجَوْعَةَ التي جَعَلَهَا اللهُ -تبارك وتعالى- مَغْرُوسَةً في قلب اﻹنسانِ بالعَوْدَةِ إلى رَبِّهِ وعِبَادَتِهِ -سبحانه وتعالى-؛ فإِنَّ اﻹنسانَ ﻻ تَصْلُحُ حَيَاتُهُ قَطّ؛ مَهْمَا حَصَّلَ مِنَ المَلَذَّاتِ، ومَهْمَا كان عِنْدَهُ مِنْ وَسَائِلِ الرَّفَاهِيَةِ فِي الحياةِ.
فَهَذَا اﻷمرُ ينبغي أَنْ يَحْرِصَ عليه اﻹنسانُ؛ ﻷنَّهُ هو أَصْلُ الأصولِ في حياتِهِ.
دِينُهُ؛ يُحَافِظُ على دِينِهِ، ويَجْتَهِدُ في الحِفَاظِ عليه والتَّمَسُّكِ به؛ مَهْمَا كانت الصُّعُوبَات، يُضَحِّي مِنْ أَجْلِ الحِفَاظِ على الدِّينِ، وطَلَبِ العِلْمِ الشرعِيِّ الصحيحِ، والثباتِ على دِينِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، واﻷخْذِ بالكتابِ والسُّنَّةِ بِفَهْمِ السَّلَفِ الصالحِ -رضي الله عنهم- مِن الصحابةِ ومَنْ تَبِعَهُم بإحسان.
دِينُ اللهِ –عز وجل- أَعَزُّ شَيْءٍ، وَأَثْمَنُ شَيْءٍ، وأَعْظَمُ نِعْمَةٍ، وَأَجَلُّ مِنَّةٍ مِنَ اللهِ -تبارك وتعالى- للعبدِ؛ فَيَنْبَغِي على اﻹنسانِ أَنْ يَشْكُرَ اللهَ –عز وجل- على ذلك، وأَنْ يَتَمَسَّكَ به.
التعليقات
مقاطع قد تعجبك