سُرِّبَ
فيلمٌ وثائقيٌّ في الغرب، ونشرتهُ عدةُ مواقع على الشبكةِ العنكبوتية، وعدةُ قنواتٍ
فضائيةٍ غربية، يعترفُ فيه عددٌ مِن النشطاء
المعروفين, بتلقِّيهم تدريباتٍ على قيادةٍ وإدارةِ الثورات والانقلاباتِ الناعمة.
وقد
عُرضَ الفيلم لاحقًا على عدةِ قنوات عربية، وقد تحدث في الفيلمِ مدربُ مواقع يوتيوب
صربي يُدعَى [سيرجيو بوبوفيتش]، وهو رئيس (منظمة أوتبور)، وتعني باللغة العربية قبضة
اليد، وهو نفسُهُ الشعار الذي اتخذته هذه المنظمةُ رايةً لها، واستنسختهُ منظماتٌ كثيرةٌ
حول العالم.
هذه
المنظماتُ التي كانت ناشطةً في تنظيمِ الاحتجاجاتِ في دولة صربيا، وهي منظمةٌ معروفةٌ
بارتباطاتِها الأمريكية.
وقد
اعترف هذا المدرب الصربي, في مقابلةٍ مسجلةٍ في الفيلم الوثائقي نفسِهِ, بأنه دَرَّبَ
في مركزهِ المعروف في صربيا, مجموعاتٍ هائلةً من النشطاء, والحقوقيين, والسياسيين مِن
سبعة وثلاثين (37) بلدًا حول العالم!! دَرَّبَهم على خططِ, وتصاميمِ, واستراتيجياتِ,
وتكتيكياتِ, وآليات إسقاط الأنظمة, بصورةِ احتجاجاتٍ مدنيةٍ وسِلمية!!
ومِن
بين نشطاء هذه الدول, سمى نشطاء من إيران, ومصر, وتونس, وسورية, وفنزويلا, وأوكرانيا,
وجورجيا، وهي الدولُ التي شَهِدت احتجاجاتٍ, وانقلاباتٍ مدعومةً مِن الغرب في السنواتِ
العشرِ الأخيرة.
وقد
تحدث [بوبوفيتش] عن تصميمٍ متكاملٍ لآلياتٍ, وتكتيكاتٍ, لتنظيمِ ثوراتٍ ناعمة, تقومُ
على اعتمادِ مبدأ الهجوم, والعصيانِ المدني والشعبي، والتحرش بالأمنِ والشرطة، ومحاصرة
واحتلالِ المَقَرَّات الرسمية، والحرص على الوجود عَبر المُخيمات في الأماكن والميادين
العامة، وإضفاء الأحداث الدرامية والرمزية على الواقع العام، وسُبُلِ تنظيم المسيرات
الجماعية الناجحة، وكتابة البيانات والشعارات والرايات الإعلامية، واعتماد الأناشيد
والأغاني واللباس واللون الموحد، وعرض الأنشطة الفكاهية، وقرع الطبول والموسيقى, والمزامير
الخاصة, التي تؤدي إلى زيادةِ الحماسة, وتجتذبُ المزيدَ مِن الجماهير, وتحافظ على تماسكِ
الاحتجاجات، وتدعمُ بقائَها في الشوارعِ والميادين العامة، وترفعُ معنويات الحشود الجماهيري.
كما
تحدث في الفيلم نفسه, رؤساء منظماتٍ شبابيةٍ وحقوقيةٍ، تحدثوا عن تلقِّيهم تدريباتٍ
على تنظيم ثوراتٍ ناعمةٍ, وهُم من بلدان أوكرانيا, وجورجيا, وتونس, ومصر, وفنزويلا,
وغيرها.
والذي
مرَّ مما دَرَّبَهم عليه, قد وقع بنصِّهِ وفَصِّهِ في ميدان التحرير وغيره..
حتى
ما يتعلق بالأناشيد, والأغاني, والرسومات الجدارية، وما يتعلق بالشعاراتِ, والرايات,
إلى غيرِ ذلك من هذه الأمور!!
فقد
استنسخوا ما وقع في الثورةِ الصربية, عندما تلَقَّوْا أدوات العمل, ووسائله وجاءوا
فنفذوا، وأحدثوا الخرابَ في البلاد, والفسادَ في العباد، والله المستعان وعليه التُكلان.