إِلَى أَهْلِ الْجَزَائِرِ الْحَبِيبَة
الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ:
فَإِلَى آبَائِي وَأُمَّهَاتِي، وَإِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي، وَأَبْنَائِي وَبَنَاتِي مِنْ أَهْلِ بَلَدِي بَعْدَ بَلَدِي، وَوَطَنِي بَعْدَ وَطَنِي، وَدَارِي بَعْدَ دَارِي؛ مِنْ أَهْلِ الْجَزَائِرِ الْحَبِيبَةِ.
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأَسْأَلُ اللهَ - تَعَالَى- بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْمُثْلَى أَنْ يَشْرَحَ صُدُورَكُمْ، وَيُصْلِحَ بَالَكُمْ، وَيُثَبِّتَ أَقْدَامَكُمْ، وَيَرْزُقَكُمُ الْبِرَّ بِوَطَنِكُمْ، وَالْحِفَاظَ عَلَى مَجْدِكُمْ وَتَارِيخِكُمْ وَدِينِكُمْ.
أَيُّهَا الْجَزَائِرِيُّونَ الشُّرَفَاءُ! لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ)).
وَمَفْهُومُ هَذَا الْكَلَامِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ: أَنَّ الشَّقِيَّ مَنْ لَمْ يَتَّعِظْ بِغَيْرِهِ؛ فَكَيْفَ يَكُونُ شَقَاءُ مَنْ لَمْ يُوعَظْ بِنَفْسِهِ؟!!
لَقَدْ جَرَّبْتُمُ الْخُطُوبَ، وَتَحَمَّلْتُمُ الْمِحَنَ، وَسَلَّمَ اللهُ وَطَنَكُمْ، وَحَفِظَ عَلَيْهِ وَحْدَتَهُ، وَرَدَّ إِلَيْهِ اسْتِقْرَارَهُ، وَرَأَيْتُمْ أَيْنَ بَلَغَتْ نِيرَانُ الْفِتْنَةِ بِبَلَدِكُمْ، ثُمَّ أَطْفَأَهَا اللهُ -تَعَالَى-، وَأَحْبَطَ كَيْدَ أَعْدَائِكُمْ؛ فَلْتَعْرِفُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ، وَلْتَشْكُرُوهُ لِيَزِيدَكُمْ، وَأَنْتُمْ أَهْلٌ لِكُلِّ زِيَادَةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَعَطَاءٍ مِنْ بِرٍّ.
أَيُّهَا الْجَزَائِرِيُّونَ الشُّرَفَاءُ! إِنَّ الْفِتْنَةَ إِذَا وَقَعَتْ؛ عَجَزَ الشُّرَفَاءُ فِيهَا عَنْ دَفْعِ السُّفَهَاءِ، وَهَذَا شَأْنُ الْفِتَنِ، كَمَا قَالَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا-: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}.
وَإِذَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ؛ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ التَّلَوُّثِ بِهَا إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللهُ، وَالنَّارُ -كَمَا تَعْلَمُونَ- أَوَّلُهَا شَرَارَةٌ، ثُمَّ تَكُونُ جَحِيمًا؛ لِأَنَّ النَّاسَ إِذَا كَرِهَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَكَرِهُوا وُلَاةَ أُمُورِهِمْ؛ لَمْ يَمْنَعْهُمْ مَانِعٌ مِنْ حَمْلِ السِّلَاحِ، فَيَحْصُلُ الشَّرُّ، وَتَقَعُ الْفَوْضَى، وَهَذَا بَعْضُ مَا وَقَعَ عِنْدَكُمْ -حَفِظَكُمُ اللهُ تَعَالَى وَسَلَّمَ وَطَنَكُمْ-.
يَا أَهْلَ الْجَزَائِرِ الْحَبِيبَةِ! إِنِّي لَأَتَحَرَّجُ أَنْ أَقُولَ لَكُمْ: انْظُرُوا مَا تُعَانِيهِ الْأَوْطَانُ الشَّقِيقَةُ الَّتِي ضَرَبَتْهَا عَوَاصِفُ الْفِتْنَةِ، وَزَلْزَلَتْهَا زَلَازِلُ الْمِحْنَةِ، وَعَصَفَتْ بِهَا رِيَاحُ الْفَوْضَى، وَدَمَّرَتِ الدِّينَ وَالْأَخْلَاقَ فِيهَا ثَوْرَاتُ الْمَاسُونِ الصُّهْيُونِيَّةُ الصَّلِيبِيَّةُ.
إِنِّي لَأَتَحَرَّجُ أَنْ أَقُولَ لَكُمْ ذَلِكَ؛ لِأَنَّكُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَخْبَارِهِ، وَأَدْرَاهُمْ بِأَسْرَارِهِ، وَأَخْبَرُهُمْ بِلَهِيبِ نَارِهِ.
أَيُّهَا الْأَحِبَّةُ! أَلَا تَذْكُرُونَ مَا كَانَ؟!!
إِنَّ وَطَنَكُمْ -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى- لَا يَقْبَلُ أَعْدَاءُ الْأُمَّةِ اسْتِقْرَارَهُ، وَكُلَّمَا اسْتَقَرَّتْ أَحْوَالُهُ، وَاسْتَقَامَتْ أُمُورُهُ؛ حِيكَتِ الْمُؤَامَرَاتُ لِإِشْعَالِ الْمُظَاهَرَاتِ، وَإِحْدَاثِ الثَّوْرَاتِ؛ لِتَمْزِيقِ وَحْدَتِهِ، وَتَبْدِيدِ طَاقَتِهِ.
أَيُّهَا الْأَحِبَّةُ! لَقَدْ قَالَ رَبُّكُمْ -جَلَّ وَعَلَا- عَنْ نَبِيِّكُمْ ﷺ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}[التوبة: 128].
وَالنَّبِيُّ ﷺ الرَّؤُوفُ بِأُمَّتِهِ، الرَّحِيمُ بِهَا يَقُولُ كَمَا فِي ((الصَّحِيحَيْنِ)) مِنْ رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: ((مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ؛ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)).
فَالْوَاجِبُ عَلَيْنَا إِنْ رَأَيْنَا مَا نَكْرَهُهُ؛ أَنْ نَصْبِرَ، أَمَّا أَنْ نُظْهِرَ الْمُبَارَزَةَ وَالِاحْتِجَاجَ عَلَنًا؛ فَهَذَا خِلَافُ مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ، وَهُوَ لَا يَمُتُّ إِلَى الشَّرِيعَةِ بِصِلَةٍ، وَلَا إِلَى الْإِصْلَاحِ بِسَبَبٍ، مَا هُوَ إِلَّا إِفْسَادٌ وَمَضَرَّةٌ.
لَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِالصَّبْرِ، وَبِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَلَمْ يَأْمُرْ بِالْمُظَاهَرَاتِ وَلَا بِالِاعْتِصَامَاتِ؛ فَهَلِ الْكُفَّارُ الَّذِينَ اخْتَرَعُوا الْمُظَاهَرَاتِ وَالِاعْتِصَامَاتِ فِي الْغَرْبِ أَهْدَى مِنْهُ سَبِيلًا؟! وَهَلْ هُمْ بِالْحَقِّ أَقْوَمُ قِيلًا؟!
يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ الْمُحِبِّ لِلرَّسُولِ ﷺ أَنْ يَتَّبِعَهُ، وَيَقُولَ: قَدِ اخْتَارَ لِي الرَّسُولُ النَّاصِحُ ﷺ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ وَالصَّبْرَ، فَلَنْ أَسْتَدْرِكَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ اللهَ -تَعَالَى- يَقُولُ: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} [الأحزاب: 36].
وَلَقَدْ كَانَتْ كُلُّ مُقَوِّمَاتِ الْمُظَاهَرَاتِ مُتَوَفِّرَةً مُنْذُ الْعَهْدِ النَّبَوِيِّ الْمَكِّيِّ...الْبَشَرُ الَّذِينَ يَتَجَمَّعُونَ، وَالْأَصْوَاتُ وَالْحَنَاجِرُ الَّتِي بِهَا يَصِيحُونَ وَيَصْرُخُونَ، وَالْأَرْجُلُ الَّتِي بِهَا يَرْكُضُونَ وَيَمْشُونَ، وَالظُّلْمُ كَانَ يَنْطَحُ بِقَرْنَيْنِ، وَيَمْشِي قَائِمًا عَلَى قَدَمَيْنِ، يَدْعَمُهُ كُبَرَاءُ قُرَيْشٍ؛ حَتَّى مَنَعُوا خِيرَةَ أَهْلِ الْأَرْضِ آنَذَاكَ...الرَّسُولَ ﷺ وَأَصْحَابَهُ الْكِرَامَ؛ مَنَعُوهُمْ مِنَ الشَّرَابِ وَالطَّعَامِ وَالزَّوَاجِ؛ حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ كَانَ يَفْرَحُ بِقِطْعَةٍ مِنْ جِلْدِ بَعِيرٍ جَافَّةٍ، يَجِدُهَا فَتَكُونُ طَعَامَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
وَقَدْ مَكَثُوا عَلَى مِثْلِ هَذَا ثَلَاثَ سِنِينَ فِي شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ، لَا يَفْزَعُونَ إِلَى مُظَاهَرَةٍ، وَلَا يَتَتَرَّسُونَ بِدِيمُقْرَاطِيَّةٍ!!
فَعَدَمُ اتِّخَاذِ الرَّسُولِ ﷺ هَذِهِ الْوَسِيلَةَ وَمُقَوِّمَاتُهَا كَانَتْ مُتَوَفِّرَةً مَوْجُودَةً فِي وَقْتِهِ: دَلِيلٌ وَاضِحٌ عَلَى عَدَمِ مَشْرُوعِيَّةِ الْمُظَاهَرَاتِ، وَإِذَا اخْتَارَ الرَّسُولُ ﷺ لِأُمَّتِهِ الْمَظْلُومَةِ شَيْئًا؛ أَيَحِلُّ لِأَحَدٍ يَدَّعِي مَحَبَّتَهُ ﷺ أَنْ يَخْتَارَ غَيْرَ مَا اخْتَارَ، أَوْ يَسْتَدْرِكَ عَلَيْهِ فِي هَذَا الِاخْتِيَارِ؟!! {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}[الحج: 46].
فَعَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ أَلَّا يَتَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنَ الدِّينِ إِلَّا تَبَعًا لِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، وَلَا يَتَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، بَلْ يَنْظُرُ مَا قَالَ، فَيَكُونُ قَوْلُهُ تَبَعًا لِقَوْلِهِ، وَعَمَلُهُ تَبَعًا لِأَمْرِهِ، فَهَكَذَا كَانَ الصَّحَابَةُ وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَكَذَلِكَ كَانَ أَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ.
فَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يُعَارِضُ النُّصُوصَ بِمَعْقُولِهِ، وَلَا يُؤَسِّسُ دِينًا غَيْرَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ ﷺ، وَإِذَا أَرَادَ مَعْرِفَةَ شَيْءٍ مِنَ الدِّينِ، وَالْكَلَامَ فِيهِ؛ نَظَرَ فِيمَا قَالَهُ اللهُ وَالرَّسُولُ، فَمِنْهُ يَتَعَلَّمُ، وَبِهِ يَتَكَلَّمُ، وَفِيهِ يَنْظُرُ وَيَتَفَكَّرُ، وَبِهِ يَسْتَدِلُّ، فَهَذَا أَصْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ.
وَأَهْلُ الْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ لَا يَجْعَلُونَ اعْتِمَادَهُمْ فِي الْبَاطِنِ وَنَفْسِ الْأَمْرِ عَلَى مَا تَلَقَّوْهُ عَنِ الرَّسُولِ ﷺ، بَلْ عَلَى مَا رَأَوْهُ أَوْ ذَاقُوهُ، ثُمَّ إِنْ وَجَدُوا السُّنَّةَ تُوَافِقُهُ؛ وَإِلَّا لَمْ يُبَالُوا بِذَلِكَ، فَإِذَا وَجَدُوهَا تُخَالِفُهُ؛ أَعْرَضُوا عَنْهَا تَفْوِيضًا، أَوْ حَرَّفُوهَا تَأْوِيلًا.
فَهَذَا هُوَ الْفُرْقَانُ بَيْنَ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَالسُّنَّةِ، وَأَهْلِ النِّفَاقِ وَالْبِدْعَةِ.
فَيَا آبَائِي وَأُمَّهَاتِي، وَإِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي، وَأَبْنَائِي وَبَنَاتِي مِنْ أَهْلِ بَلَدِي بَعْدَ بَلَدِي، وَوَطَنِي بَعْدَ وَطَنِي، وَدَارِي بَعْدَ دَارِي مِنْ أَهْلِ الْجَزَائِرِ الْحَبِيبَةِ! إِنَّ الْجَزَائِرَ الْيَوْمَ أَمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِكُمْ؛ فَصُونُوهَا؛ حَتَّى تُؤَدُّوهَا إِلَى الْأَجْيَالِ اللَّاحِقَةِ دُرَّةً مَصُونَةً، وَجَوْهَرَةً مَكْنُونَةً.
يَا أَهْلَ الْجَزَائِرِ! إِنَّ الْجَزَائِرَ الْيَوْمَ أَمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِكُمْ؛ فَصُونُوهَا؛ حَتَّى تُؤَدُّوهَا إِلَى الْأَجْيَالِ اللَّاحِقَةِ دُرَّةً مَصُونَةً، وَجَوْهَرَةً مَكْنُونَةً.
تَقَدَّمُوا بِهَا وَلَا تُؤَخِّرُوهَا، وَارْفَعُوهَا وَلَا تَضَعُوهَا، وَأَكْرِمُوهَا وَلَا تُهِينُوهَا، وَحَافِظُوا عَلَى وَحْدَتِهَا، لَا تُمَزِّقُوهَا!
اتَّقُوا اللهَ!
لَا تُمَزِّقُوهَا!
أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْمُثْلَى أَنْ يَحْفَظَ عَلَى الْجَزَائِرِ اسْتِقْرَارَهَا وَأَمْنَهَا، وَأَنْ يُؤَلِّفَ بَيْنَ قُلُوبِ أَبْنَائِهَا، وَأَنْ يَجْعَلَ كَيْدَ مَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ فِي نَحْرِهِ، وَأَنْ يَجْعَلَ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِ.
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
الْخَمِيس: السَّادِسَ عَشَرَ مِنْ جُمَادَى الثَّانِيَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَأَلْفٍ مِنْ هِجْرَةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ.
الْمُوَافِق لِلْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنْ فِبْرَايِر سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَلْفَيْنِ.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.