((مذابح اليهود))
((تاريخ الخطبة: 19 من المحرم 1430هـ الموافق 16/1/2009م))
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُه، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم.
أَمَّا بَعْدُ:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عليكمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:70].
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فإنَّنَا في هذه الأيامِ التي يَمُرُّ فيها وقعُ الأحداث كما يَمُرُّ طعمُ الصَّدَأ في الأفواه؛ لا نملكُ إلَّا ننظرُ في حقيقةِ الأمرِ وأصلِهِ، وأنْ نعودَ إلى اللهِ –تبارك وتعالى- على وَفقِ ما جاء به نبيُّهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-.
عارٌ كَبِيرٌ أنْ نُغْمِضَ العَيْنَ، وَنَضَعَ الأَصَابِعَ في الآذانِ مُؤمِّلينَ أنْ تمُرَّ الأحداثُ وغيرُهَا مِمَّا يَتَعَذَّرُ ذِكْرُهُ، أنْ تمُرَّ صامتةً دونَ أنْ يَرْقَصَ عارُها الشيطانيُّ في الدروب، عارٌ كبير!! وَخَطَأٌ جَليلٌ أنْ نُصِرَّ بغباءٍ عَلَى مُنَازَلَةِ العَدوِّ في نقاطِ قوتِهِ، أنْ ننازلَهُ في الوقتِ الذي يختار، وفي المَيدانِ الذي يختار، وكأنما أعمالُنا تستمرُّ لتكريسِ نصرِهِ.
نحن نُصرُّ على بِنَاءِ نَظْرتِنَا وَعَلَى تَفْعِيلِ أعمالِنَا على ردودِ الفِعْلِ لا على الفِعْلِ، مُنْذُ عام خمسة وأربعين (1945م) إلى اليومِ لم نتحرك حركةً إلَّا كردٍّ فِعْلٍ على خطوةِ العدوِّ، مَا أَمْسَكْنَا المبادأة يومًا ولا حُزْنَا المبادرةَ يومًا، وإنما حركاتُنا ردودٌ أفعالٍ لأفعال، فيختارُ عدوُّنا ميدان المعركة، ويختارُ عَدُوُّنا زمانَ المعركة، ونقتحمُ نحن المعركةَ لنُكرِّسَ نَصْرًا سهلًا هَيِّنًا قريبًا كأنما نَسْعَى لنُصرةِ عَدوِّنَا.
إنَّ الذاكرةَ العربيةَ؛ ولا أقولُ الإسلامية، فِإنَّ الخطأ الجسيمَ اليوم الذي تتورطُ فيه الأُمَّةُ هو الذي يُبْنَى على جمعِ شملِ العرب من أجلِ الوقوفِ في وجهِ العدو مِن أجلِ دَحْرِهِ وإلقائِهِ في البحر، مِن أَجْلِ إفنائهِ وإذهابِهِ وغيرِ ذلك مِن الدَّعاوى، وهو خطأٌ قاتلٌ وهو سرُّ الهزيمة، وهو سببُ النصرِ لعدوِّنَا علينا.
الذين ينبغوا عليهم أن يتجمعوا اليوم، والذين ينبغي أن يُدعَى لِلَمِّ شملِهِم هم المسلمون، فإنَّ المعركةَ مبنيةٌ على العقيدةِ؛ لا على الجنس، ولا على القومية، ولا من أجلِ الأرض، إنَّ أعدائَنا يسعَونَ سعيًا حثيثًا لإبادتِنَا بِوَحيٍّ مزعومٍ عندهم، وهي عقيدةٌ راسخةٌ عليهم، ونحنُ نخرجُ مِن مجزرةٍ لندخلَ مجزرة، ونحن نتحركُ مِن مذبحةٍ إلى مذبحة.
والناسُ يحسبونَ إذا نَزَلَت نازلةٌ وَوَقَعَ حادثٌ عَمَمٌ أنه غيرُ مسبوق؛ لأن الأجيالَ التي تَحْدُثُ مُغيَّبَةً عن حقيقةِ المعركة، وعن تاريخها في آلياتِهِ وفعالياتِه وتزييفِهِ وحقيقتِهِ، والأجيالُ التي شَاخَت ضَعُفَت ذاكرتُها، وهو لا يعدو –أعني الضعفَ في ذاكرتِها- أن يكون أثرًا عَارِضًا ونتيجةً حتميةً لانهماكِ ذلك الجيل في تحصيلِ المَلَذَّات، وفي القيامِ على اجتلابِ الشهوات، وفي البُعدِ عن أصلِ القضيةِ وحقيقةِ المسألة.
حقيقةُ المسألةِ وأصلُها أنَّ هذا الدين الذي هو دينُ ربُّ العالمين، الذي أكملَهُ اللهُ ربُّ العالمين وأتمَّ النعمةَ به، دينٌ مُحارَبٌ من قوى الباطلِ ومِن أتباعِ الشيطانِ وجُندِهِ على اختلافِ فصائلِهم وتَبَايُنِ هِويَّاتِهِم، هُم كلُّ متحدٌّ ضد هذا الدين وحملةِ هذا الدين، والذين يرفعون لواءَ هذا الدين، والذين يُقاتلون دونَ بَيْضَةِ هذا الدين، والذين يُرَابِطُونَ على ثغورِ هذا الدين هم مُستهدفونَ مِن قوى الشرِّ في الأرضِ، يَرْفَعُ لهم الشيطانُ لوائَهُ، ويدعُوهم بدعوتِهِ، ينحازون إليه، ويتجمعونَ لديه، ولا عدوَّ لهم إلَّا هذا الدين، وإلَّا أصحابُ هذا الدين، وإلَّا الذين يدعون إلى هذا الدين، وإلَّا الذين يُرابطونَ على ثغورِ أرض المسلمين؛ هم مًسْتَهْدَفُون!!
ولكنَّ قومي لا يعلمون!! لا يعلمون أنَّ اليهودَ لمَّا وصلوا إلى ذروةِ تطرُّفِهم وتَعَصُّبِهم وخرجت الصهيونية، وكانت لها من المؤسساتِ ما هو منبثٌّ في كلِّ صقعٍ، ما هو متغلغلٌ في كلِّ صَوب، ما هو متجذرٌ في كلِّ مؤسسةٍ مِن مؤسساتِ العالَمِ على اختلافِ الديانات، وتبايُنِ القوميات، وتباعُدِ الأرضِ والمسافات، أفسدوا العقليةَ الإنسانيةَ إلَّا مَن رَحِمَهُ اللهُ ربُّ العالمين؛ فبقيَ على الفطرةِ متمسكًا بهذا لدين –دينِ الإسلامِ العظيم-.
لمَّا وصلت إلى ذروةِ تطرُّفِها، وأفسدت الفِطَرَ في العالم، وابتعثت الملذات من مراقدها، وهيجت في أتُّونِ الشهواتِ ثورتَهَا، واندفعت تُقاتلُ بحيلِ الشيطانِ جميعِهَا، قديمِهَا وحديثِهَا، وما تستحدثُهُ منها؛ باستخدامِ النساء، وإطلاقِ الرغباتِ في الجاهِ والمناصبِ والتَّرَأُّسِ والأموالِ، وبإفسادِ العقليات، وبالعدوان على الثقافات، وباستئصالِ جميعِ تراثِ الأمم، وباستبدالِ ذلك بما هو قائمٌ من الأمشاجِ المختلفات، لمَّا وقعَ ذلك؛ صارَ العالَمُ لُعْبَةً في أيدي هؤلاء.
ونحسبُ نحن أننا يُمْكِنُ أنْ نَقَفَ في المواجهة، وأنْ نَصْنَعَ شيئًا، وهو أمرٌ لا مِريةَ فيه، نَصْنَعُ الكثير، ولكنْ إنْ أُخِذت المسألةُ على أصلِها الأصيل، هذه حربُ دين، هذه معركةُ عقيدة، ليست بدفاعٍ عن أرض، وليست بقتالٍ دون قطعةٍ منها تكونُ هاهنا أو هناك، وإنما هي عقيدةٌ يُحاربُ عنها، يُرادُ لها أنْ تُستأصلَ؛ لكي يصير النُّورانيون سَادَةَ العالَم، ولكي يصيروا مَالِكيه، وليتحكموا فيه كما يتحكمون فيه بالضغطِ على عَصَبِ المال الذي تَمَلَّكُوهُ وبِالخُرَافَاتِ والأساطير.
(مذبحةُ غزة) أجديدةٌ هي؟!!
ليست بجديدة، والناسُ يعجبون، مِمَّا يعجبون؟!!
هذا ليس بشيءٍ حادثٍ ولا بشيءٍ جديد، هذا فصلٌ في كتابِ التدمير، هذا فصلٌ في كتابِ الإبادةِ والتطهيرِ العِرقي على حسبِ ما قررته التوراةُ المزعومة المُحرفة التي يؤمنُ بها القوم، هذا يفعلونَهُ بكم معشر المسلمين باسمِ الربِّ الإله –إله الجنود-، بوعدٍ موعود، هذا الذي يصنعونَ؛ يتقربونَ به كما يتقربون بدماءِ الذبائحِ الكَفَّاريةِ على بابِ ومذبحِ الهيكلِ الثالثِ المُرْتَقَب.
هذا كلُّهُ من أجلِ إعادةِ الهيكل (هيكلِ سُليمان)، لبناءِ الهيكلِ الثالث؛ لأنه لا تَصِحُّ لهم عبادة، ولا يُقبلُ منهم قُربان إلَّا إذا أقامُوهُ، ودونَ إقامتِهِ دَسٌّ وَمَكْرٌ وخَدِيعَةٌ وَسَفْكٌ للدِّمَاءِ، وَهَتْكٌ للأعراضِ، وَتَدْمِيرٌ للدِّيَارِ، وَثَوْرَةٌ تَثُورُ، يظُنُّها الناسُ حادثةً جديدةً، وما هي إلَّا فصلٌ في كتابٍ بئيس.
وتأمَّل في هذا التاريخ؛ تاريخ المذابح التوراتية، كيف وقعت فصولُها تِباعًا في العصر الحديث:
*في ديسمبر سنة (1947م) وقعت مذبحة (بلدةِ الشيخ): وهي أولى المذابح، قُتِلَ ست مائة (600) أغلبُهُم مِن النساءِ والأطفال.
ما الجديدُ اليوم؛ وهذا هو مَا كانَ مِن بَدْءِ الطريق؟!!
*في أبريل سنة (1948م) مذبحة (دير ياسين): في (9 أبريل سنة 1948م) أباد (مناحم بيجن) ومعه أحداث أرجون العسكرية سكان قرية (دير ياسين)، وقد بلغَ عددُهم أربعةً وخمسين ومائتين (254) من الرجالِ والنساءِ والأطفال، فأبادهم جميعًا، واستأصلَهُم كلَّهم ولم يُبقِ منهم أحدًا.
(مذبحةُ دير ياسين) استُخدِمت فيها الرصاصات والقنابلُ والمتفجرات لأكثر من عشر ساعات، بعدها تحولت القريةُ إلى أنقاضٍ وخرابات.
*وفي نفس الشهر (أبريل 1948م) وقعت مجزرة (قرية ناصر الدين): التي راح ضحيتها مئات من المدنيين العُزَّل، الذين أُبيدوا على بكرةِ أبيهم.
*في (مايو سنة 1948م) مذبحة (أبو شوشة): بعد شهرٍ واحدٍ من مذبحةِ دير ياسين، قُطِعَت فيها رؤوس خمسينَ ضَحيَّةٍ مُسَالِمَةٍ مِن العُزَّلِ المساكين، ومات بعضُهم بِضَرْبَاتِ البُلَط سَحْقًا كجذوعِ الأشجار، كجذوعِ الصَّنَوْبر، كأنَّمَا تَقَاوِمُ البَلْطاتِ أحجار مِن صَوَّانٍ وفولاذ، مذبحةٌ في إثرِ مذبحة، لم نتحرك حركةً إلَّا ردَّ فِعْلٍ لفِعْلٍ،حَرَكَةُ الجَسَدِ الهَامِدِ المَرِيضِ إذا مَا شِيكَ انْتَفَضَ،ثُمَّ يَسْكُنُ بعدُ وَتَمُرُّ الأمور.
*في (مايو من عام 1948م) في نفس الشهر: الكتيبة الثالثة والثلاثين التابعة للواء (ألكسندروني) قامت بعملية اصطيادٍ بشرية وطاردت رجالِ قريةِ (الطنطورة) العُزَّل، حتى أبادتهم جميعًا، ثم ألقت جُثثَهُم بكلِّ إهمالٍ في حفرةٍ جماعية.
*في (أكتوبر سنة 1953م) مذبحة (قُبيَّة): اقتُحمت القريةُ بعد قذفٍ مدفعيٍّ مُكثف، بعدها نَسَفَ اليهودُ المنازلَ بسكانها، وأطلقوا النار على كل من حاول الهربَ من بيتِهِ، وبعد هذه المذبحة ظهرَ نجم السفاح (آريل شارون)، فصعدَ على الجماجمِ والجُثثِ، وعُرِفَ بعدُ.
*في (أكتوبر سنة 1956م) مذبحة (قلقيلية): وهي قريةٌ على الخطِّ الأخضر، هدمتها قواتُ اليهود بكتيبةٍ وعشرِ طائرات، قَضَت على سبعينَ مِن الأبرياء العُزَّل.
*في (أكتوبر 1956م) مذبحة (كفر قاسم): أُعلنَ حظرُ التجوالِ فجأةً، وكلُّ مَن خارجَ منزلِهِ أطلقَ عليه جيشُ الاحتلال في الكيان –في الأمةِ اللقيطة- النَّارَ بدمٍ باردٍ مِن قريب.
*في (نوفمبر 1956م) مذبحة (خان يونس): اقتحمت قواتُ الاحتلال مُخيَّمَ خان يونس جنوب قطاعِ غزَّة، وقتلت قواتُ الاحتلال أكثر من خمس مائةٍ من الفلسطينيين، مِمن فرُّوا بحياتهم من مواطنِهِم الأصلية إلى المُخيَّمِ يلتمسونَ السلامة، ويبتعدونَ عن مواطنِ ومَظنَّةِ القتلِ والإبادةِ والتطهيرِ العِرقيِّ لأحفادِ القِردةِ والخنازير.
*في (سبتمبر سنة 1982م) مذبحة (صبرا وشاتيلا): قواتُ الاحتلالِ اليهوديِّ وقواتُ الكتائبِ اللبنانية في مجزرةٍ يُغني ذِكرُ اسمِهَا عَن سَرْدِ تفصيلاتِهَا وبيانِ أحوالِها ووقائِعِها.
*في (أكتوبر سنة 1990م) مذبحة (المسجد الأقصى): محاولةُ بعضِ اليهود وَضْع حجرِ الأساس للهيكلِ الثالثِ المزعوم في ساحةِ المسجدِ الأقصى، وعندما هَبَّ المصلونَ للدفاعِ عن المسجدِ المبارك؛ أُطلِقت عليهم النيران بكثافةٍ في ساحةِ المسجدِ وبلا تمييز.
*في (فبراير سنة 1994م) مذبحة (المسجد الإبراهيميِّ): إطلاقٌ عشوائيٌّ للنارِ مِن يهوديٍّ مستوطنٍ مِن أصلٍ أمريكيِّ، أَطْلَقَ النارَ على المُصلينَ العُزَّل في المسجدِ الإبراهيميِّ بَعْدَ إغلاقِ أبوابِ المسجدِ لمنعِ المُصَلِّينَ مِن الهربِ مِن زخَّاتِ النيران.
*في (أبريل سنة اثنتين وألفين (2002م) مذبحة (جِنين): بعد أسبوعين من الحصار اقتحمت قواتُ الاحتلال مُخيَّمَ (جِنين)، وقامت الجرَّافَات بإزالةِ المُخيَّمِ من الوجود، ولا يَعْلَمُ حقيقةَ ما حدثَ إلى اليوم إلَّا اللهُ ربُّ العالمين.
نسيَ الناسُ ما كان، وكانوا يتناقلون صورةَ (مُحمَّد الدُّرَّة) ذلك الطفل، يجعلونها علامةً على الوحشيةِ والقتلِ بالدَّمِ الباردِ، علامةً وَسِمَةً للتطهيرِ العِرقيِّ الذي تقومُ به يهود، ثُمَّ نَسِيَ الناسُ، وَسرْعَانَ مَا ذَهَبَ الحَدَثُ في خِضَّمِ الأحداث، وكلما جَاءَت فِتْنَةٌ رَقَّقَت سَابِقَتَهَا، وَسَارَ الناسُ إلى أمرٍ جديد، وانفعالٌ مؤقت، وهُتافٌ وصُراخ، وتخوينٌ وتفريق، ثم ماذا بعد؟!!
لا شيء، ويعودُ الناسُ إلى سَالِفِ حياتِهم ووقائعِ أحوالِهم، يُقْبِلُونَ على الملذَّات، هل انقطعت مواقعةُ الشهوات؛ لأنَّ الناسَ يُقَتَّلون؛ لأن الناسَ يُقصفون؛ لأن الأطفال يُهدَّدون؛ لأنَّ المسلمينَ يُشَرَّدُون؟!!
الناسُ يبكون وهم يتلهونَ يتفرجون!! صارَ أمرًا عاديًّا مألوفًا، وصارَ الحَدَثُ المتكررُ لا يُؤثِّرُ في الأنْفُسِ شيئًا؛ لأنه لا يُبنى على الحِسِّ الإيمانيِّ الصحيح، الناسُ يُقزقزونَ اللُّبَّ!! وهُم يتفرجونَ وَقَد تَنْهَمِرُ منهم الدموعُ لِمَا يَرَوْنَ ولِمَا يشاهدون، ثم ماذا بعدُ؟!! لا شيء.
الاعتقادُ مُدَمَّرٌ منسوفٌ، والدينُ مُغيَّبٌ في زيوف، والناسُ في حيرةٍ يتلددون، نريدُ أنْ نَعُودَ إلى الدين، على أي طريقةٍ؟ ومع أيِّ جماعة؟
دينُ مَن؟
دينُ هذه الجماعة أَمْ دينُ هذه الجماعة؟
ما الأصولُ التي ينبغي أنْ نَتَمَسَّكَ بِهَا؟
وما العقائدُ التي ينبغي أنْ نَصْدُرَ عنها؟
ما هو الدينُ الذي جَاءَ به سَيِّدُ المرسلين؟
قد شَوَّهَتُهُ النَّزْعَات!!
وَذَهَبَت بِبَهْجَتِهِ الجَمَاعَاتُ, وَصَارَ بَدَدًا وَبِدَدًا, وَصَارَ مُمَزَّقًا مِزَقًا!!
وَاليَوم مِن تَحْتِ الرُّكَام يَبْحَثُ القَوْمُ عَن دِينِ مُحَمَّدٍ!!
وَدِينُ مُحمَّدٍ قَائمٌ فِي نُصُوعِهِ لَا يَزُول, وَلَكِنْ كِتَابُ اللهِ وَسُنَّةُ رَسُولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم- عَلَى فِهمِ أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ وَمَن تَبِعَهُم بإحسَانٍ.
النَّاسُ فِي حَيرَةٍ يَتلَدَّدُون!!
تَشَعَّبَت السُّبُلُ، وَتَفَرَّقَت الطُّرُقُ, وَخَرَجَت أَقوَامٌ -أَجيَالٌ مُشَوَّهَةٌ- شَائِهَة؛ تَحسَبُ أَنفُسَهَا طَلِيعَةً لِجُنْدِ مُحمَّدٍ، الذِينَ يُحَرِّرُونَ الأَرْضَ, وَالذِينَ يَصُونُونَ العِرض؛ يَتَكَلَّمُونَ مِن خَيرِ قَوْلِ خَيْرِ البَرِيَّةِ، وَهُمْ يُجَانِبُونَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم-!! قُسَاةُ القُلوبِ, غِلَاظُ الأَكْبَادِ, لَهُم عِبَادَاتٌ وَلَا عَقِيدَةَ لَهُم تَقُومُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيهِ أَصحَابُ مُحمَّدٍ المَأمُون.
غَامَت الرُّؤَى، وَانْبَهَمَت السُّبُلُ وَضَلَّت الأَقدَامُ سَواءَ الطَّرِيق.
هذه المجازرُ كَيْفَ نُسِيَت؟!!
لِما لم يَتَلَقَّفْهَا مَن يتكلمُ في دينِ اللهِ؛ ليُعلِّمَهَا لكي يعرفَ القومُ حقيقةَ أعداءِ اللهِ فيما هو معلومٌ معهود.
جاءَ رجلٌ إلى أخٍ له يحسبه على خير، فقال: لي ولدٌ قد وُلِدَ حديثًا، وأريد أنْ تدلَّلني على أحسنِ طريقةٍ أُنَشِّئُهُ عليها حتى يكونَ سويًّا، حتى ينشأَ ربانيًّا، حتى يستقيمَ على منهاجِ النبوةِ، حتى يكونَ مُسْلِمًا كَمَا أَرَادَ اللهُ، وَكَمَا بيَّنَ رسولُ الله، لا أنْ يكونَ مسلمًا من قوارير.
قال: متى وُلِدَ؟
قال: قد وُلِدَ البارحة.
قال: لا رجاء فيه!!
قال: كيف؟!
قال: لقد فسدَ.
قال: كيف؟!
قال: ألم يبكي منذ وُلِدَ مرات؛ فعُلِّلَ بالثدي لِيَصْمُت، ألم يفعل؟
قال: بلى فَعَلَ مرات.
قال: إذن لقد فسدَ.
ينشأُ على أنه إذا أصابهُ الألم، وإذا نزلت به النازلة، وإذا وقعَ عليه الحدثُ العَمَم يبكي من أجلِ أنْ يُلقمَ الثدي ليَسكنَ، ثم ينشأ على هذا الأسلوبِ والمنوال، فإذا ما كبُرَ صار مُستأمنًا على دين، صارَ مُستأمنًا على عقيدة، فاستُبيحت حُرُمات الدين من الكفارِ المجرمين؛ لم يكن له من فِعل يمكنُ أن يأتي به إلَّا أنْ يفعلَ كما فعلَ منذ عُوِّدَ عندما بكى أولَ مرة؛ فعُلِّلَ بالثدي الرطيب، فإذا ما أُصيب في عقيدتِهِ ودينِهِ؛ هرُعَ إلى الأممِ المتحدةِ ومجلسِ الأمن؛ لتُعَلِّلَهُم بالثدي –بثديٍّ جاف فسدَ الأطفال-، منذ البكاء الأول قد فسدوا، لِمَا يُربَّى الأطفال –أطفالُ جُندِ مُحمَّد صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على المعرفةِ الحقة بما جاء به رسول الله.
ومعلوم أنَّ القرآنَ العظيم بيَّنَ حقيقةَ اليهود، بل إنَّ شيخَ الأزهر رسالتُهُ لنيْلِ درجة العالِمية هي في ((بيان أخلاقِ وأحوالِ وطبائعِ اليهود في الكتابِ والسُّنة))، اقرءوها جيدةٌ في بابِها، أين ذهبت إذن، هذا في كتاب الله وسُنةِ رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ولكنْ يُنشَّئُ مَن يُنشَّئُ على ما يُقالُ له جهاد!! على الحقدِ الأعمى، على مَن ظلمَ الآباء والأجداد؛ مَن اغتصب الأرض، مَن اعتدى على العِرض، مَن خرَّبَ الديار، من فصلَ من الوظائف، مَن أوقع بالأنفس والأموالِ والممتلكاتِ الأضرار، مَن حاصرَ الناس، مَن أدخلهم غياباتِ الجُبِّ فلم يخرجوا بعدُ مِن الأَسْرِ، فهذا هو الجهادُ الأكبر وحقيقةُ دين مُحمَّد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-!!
والصحابيُّ يرسلُهُ النبيُّ –صلى الله عليه وسلم- إلى يهود لخَرصِ الثمار –لتقديرها على أشجارها-، لمعرفةِ ما يُؤخذُ منها لحقِّ الله، وأرادوا رِشوتَهُ، فقال: ((تعلمون يا معشرَ يهود: والله لأنتم أبغضُ إليَّ مِن أعدادِكم من القردةِ والخنازير، وما يحملني بُغضي لكم على أنْ أظلمَكُم، كذا علَّمنا البشيرُ النذير)).
دينُ مُحمَّدٍ دينُ الله، ليس بالدينِ المُعدَّل ولا بالدينِ المُطوَّر، ولا هو بإفرازاتِ العقول من أجلِ مراعاة المصلحةِ في المرحلة، ولا ما أشبه، وإنما هو الأصلُ الأصيل وما به النجاة.
هذه المذابح تلحقُ مذبحةُ غزَّة عن قريب، تصيرُ تاريخا يُروى، ولا يحسبنَّ أحدٌ أنَّ اليهودَ ومَن ورائَهُم مِن الصليبيين ومن أتباعِ الشياطين مِن البلاهةِ بحيثُ يسعَوْنَ إلى استئصالِ حماس ومَن يحملُ السلاح، لا تحسبُنَّ القومَ مِن البلاهةِ في هذا الدَّرْك، لا؛ سيُبقون مَن يكون لكي يكونَ ذريعةً بعدُ للتطهيرِ العِرقيِّ حينًا بعد حين، ومَن يَعِش سيرى بإذنِ ربِّ العالمين.
إذا كانت المسيرةُ هكذا سائرة، إذا كان المَسَارُ هكذا باعوجاج؛ فسترَون –إن شاء الله ربُّ العالمين-؛ لأن القتلَ يُمَارَسُ باسمِ الربِّ الإله –إله الجنود- تُسفحُ الدماءُ الطاهرة، وتُهْتَكُ الأعراضُ المَصُونة، وتُهْدَمُ الديارُ، وتصيرُ المسألةُ إلى الأرضِ المحروقة باسم الربِّ الإله -إله الجنود-، وعلى بركته يقعُ التطهيرُ العرقِيُّ والإبادةُ الجماعيةُ باسمِ الربِّ الإله وأخذًا مِن التوراة، يؤمنُ بها اليهودُ ويؤمنُ بها النصارى على السواء، وَهُمَا مَعًا ينتظران مَسِيحًا:
*أمَّا اليهود يقولون: إنَّ المسيحَ الذي جاء –ابن مريم عليه السلام- مسيحًا كذاب، وينتظرون مسيحَهُم اليهودي، يُمَهِّدونَ له الأرض، ويبنونَ له الهيكل، ولن يأتيَ حتى يُبنى الهيكل، والهيكلُ -كما يدَّعون وكما هو عندهم في تراثِهِم- تمامًا في موقعِ ومكانِ المسجدِ الأقصى، فكيف يأتي المسيحُ اليهودي إذن؟!
وكيف تأتي الألفيةُ السعيدةُ؟!
عندما يرفعُ المسيحُ ابن الإله –بزعمِهم ألا ساءَ ما يحكمون- المؤمنين إلى السماء، إلى السحابِ ينظرون يتفرجون ألف عام على أهلِ الارضِ من الكفارِ المجرمين من المسلمين ومَن هنالك ممن ليسوا بيهودٍ ولا لهم بمؤمنين!!
لا يمكنُ أنْ يأتيَ المسيحُ اليهوديُّ إلَّا بإعادةِ بناءِ الهيكل، والهيكلُ في مكانِ المسجدِ الأقصى، هذا عندَهُم، وعند أهلِ الكتاب الثاني؛ لأنهم يؤمنون بالعهدِ القديمِ كما يؤمنون بالعهدِ الجديد، وغرَّهُم وَخَدَعَهُم اليهود، حتى برَّئوا اليهودَ مِن دمِ المسيح، هُم أيضًا ينتظرون عودةَ المسيحِ الذي جاء ثم صُلِبَ، ثم قُبِرَ، ثم قامَ في القيامةِ، ثم صَعِدَ إلى السماءِ، ثم يأتي مرةً أخرى كما يزعمون.
هُمَا جميعًا ينتظرون مسيحًا على اختلافِهِ عندهما، هُمَا جميعًا –أعني الطائفتين- ينتظرون المسيح، ولا يأتي عند الطائفتين إلَّا ببناءِ الهيكلِ الثالث، ولا يكونُ ذلك إلَّا بالتطهيرِ العِرقيِّ، فهذه عقيدة، فأين المسلمون؟!!
تأمل هذا في أسفارِهم المُقدسة عندهم، وهي مُقدسةٌ عند أهلِ الكتابِ الثاني أيضًا:
في سفر ((العدد)) في ((الإصحاح الحادي والثلاثين من رقم سبعة إلى ثمانية)) يذكرُ من مآثرِ بني إسرائيل الذين هزموا المدينيين:
((فَقَاتَلُوا مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ، وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَانَ وَجَمِيعَ مُدُنِهِمْ مَعَ مَسَاكِنِهِمْ وَقُصُورِهِم أَحْرَقُوها بِالنَّارِ)).
سياسةُ الأرضِ المحروقة باسمِ الربِّ الإله –إله إسرائيل ربِّ الجنود يهوه الظالم العِربيد القاسي العتيد، ولكنكم لا تعلمون!!
معركتُكُم الحقَّة معركةُ العقيدة، وميدانُها الحقُّ ميدانُ العقيدة، فَدَعُوا الهزلَ والعبث، وتآلفوا على ما جاء به نبيُّكم –صلى الله عليه وسلم-، وإلَّا فهو الذبح؛ الإبادة والتطهير باسمِ الربِّ الإله –إله إسرائيل- وعلى بركته.
((وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ مِدْيَنَ وَأَطْفَالَهُم، وَنَهَبُوا جميعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ –بالنار فعلوا-، وَأَخَذُوا كُلَّ الْغَنِيمَةِ وَكُلَّ النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ، وَعِندَمَا عَادُوا إلى موسى –عليه السلام-، فَسَخَطَ مُوسَى عَلَى وُكَلاَءِ الْجَيْشِ، وَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: هَلْ اسْتَبقيتُم الإناثَ كلهُنَّ؟ فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ)).
بأمرِ موسى كما يدَّعُون، أمواتُنا تخطَّوا الألفَ عددًا،وأكثرُ من نصفهم من الأطفال باسمِ الربِّ الإله وعلى بركته يُقتلون وتُقدَّمُ دماؤهم قرابين –قرابين كفَّارية- على مذابحِ الهيكي، ولكنكم لا تعلمون!!
((فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا، وأمَّا إناثُ الأَطْفَالِ اللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ فَاستَبقوهُنَّ لَكُمْ)).
تُسيِّرُ التوراةُ المُحرفة (يشوع) على دربِ موسى في التطهيرِ العِرقيِّ والإبادةِ الجماعية باسم الربِّ الإله وعلى بركتِهِ، في ((سفر يشوع في الإصحاح العاشر من رقم 28 إلى 38))، يقرءونه في بيَعِهِم وصلواتِهم كما يقرأه أهلُ الكتابِ الثاني في كنائسِهم، به يتعبدون، يقرءون هذا الكلام على أنه كلامُ الربِّ الإله ووعدُهُ لإسرائيل، ولكنكم لا تعلمون-، ألم تَبْكُوا جميعًا؛ فعُلِّلتُم بالثدي، إذن فاهرعوا إلى مجلسِ الأمن، فعنده ملاذُكُم، فإليه تقصدوا معشر المسلمين.
تُسيِّرُ التوراةُ المُحرفة (يشوع) على دربِ موسى في التطهيرِ العِرقيِّ والإبادةِ الجماعية، في ((سفر يشوع في الإصحاح المشار إليه)):
((وَأَخَذَ يَشُوعُ مَقِّيدَةَ وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ –اسم بلدة أخذها فضربها بحدِّ السيف-، وَأَفْسدَ مَلِكَهَا ومُلْكَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا –فأبادها-، ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ مِنْ مَقِّيدَةَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى لِبْنَةَ وَحَارَبَهَا –وهي أيضًا أمُةٌ من الأمم-، فأسلَمَهَا الرَّبُّ أَيْضًا إلى أيدِي إِسْرَائِيلَ، فأخذها وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَقَتَل كُلَّ نَفْسٍ فيهَا، فَدَفَعَ الرَّبُّ لَخِيشَ بِيَدِ إِسْرَائِيلَ، فَأَخَذَهَا فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ، حِينَئِذٍ صَعِدَ هُورَامُ مَلِكُ جَازَرَ لإِعَانَةِ لَخِيشَ، وَضَرَبَهُ يَشُوعُ مَعَ شَعْبِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ لَهُ شَارِدًا)).
إبادةٌ جماعية، وتطهيرٌ عِرقيٌّ ليعلو شعبُ الله المختار، ليعلو الجنسُ السيد على من سواه، ولكنكم لا تعلمون.
((ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لَخِيشَ إِلَى عَجْلُونَ فَنَزَلُوا عَلَيْهَا وَحَارَبُوهَا، وَأَخَذُوهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَحَرَّمَ كُلَّ نَفْسٍ بِهَا –أي قَتَلَهَا وأَبْسَلَهَا- فِي ذلِكَ الْيَوْمِ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلَخِيشَ، ثُمَّ صَعِدَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ عَجْلُونَ إِلَى حَبْرُونَ وَحَارَبُوهَا، وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا وَكُلِّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِعَجْلُونَ، فَحَرَّمَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا، ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى دَبِيرَ وَحَارَبَهَا وَأَخَذَهَا مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا، وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَحَرَّمُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا، لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، كَمَا فَعَلَ بِحَبْرُونَ كَذلِكَ فَعَلَ بِدَبِيرَ وَمَلِكِهَا، وَكَمَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ وَمَلِكِهَا)).
باسمِ الربِّ الإله يصنعُ (يشوع) ما تسمعون، هذا وحيٌّ مُنزَّل عندهم، أنزله عليهم يهوه ربُّ الجنود، مُقدسٌ هو عندهم، وهو منهاجٌ وسلوك، هو سياسةٌ يسيرون عليها، يُقيمونَ بها وَعْدًا قطعه على نفسه الربُّ الإله –إله الجنود-.
((فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا، لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ)).
فالقتلُ للفلسطينيين اليوم باسمِ الربِّ الإله وعلى بركتِهِ.
((فَضَرَبَهُمْ يَشُوعُ مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ إِلَى غَزَّةَ وَجَمِيعَ أَرْضِ جُوشِنَ إِلَى جِبْعُونَ، وَأَخَذَ يَشُوعُ جَمِيعَ أُولئِكَ الْمُلُوكِ وَأَرْضِهِمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً؛ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ)).
وهكذا تستمر هذه الملحمةُ المُملة في سرد وتعداد عمليات الإبادة المقدسة باسم الرب الإله، وقد وقعت جميع فصولها في الضفة الغربية على حسب ما مرَّ من وقائعها الجغرافية، لماذا لا يحذو والحال هذه أيُّ يهوديٍّ متدين حذو هذه الشخصيات المتمثلة في موسى ويشوع؟!! وهما براءٌ من سفكٍ الدماء، بغير حقٍّ يكون، وهما براءٌ من الظلمِ والعسفِ والجَورِ والطغيان، فيا ليت قومي يعلمون!!
وصلى الله وسلم على نبينِّا محمدٍ المأمون وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ هُوَ يَتَوَلَّى الصَالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ –صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-, صَلَاةً وَسَلَامًا دَائِمَيْنِ مُتَلَازِمَيْنِ إِلَى يَومِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
لِمَا لا يحذو الساسةُ من يهود، وكلُّهم متدينون على هذا المنوال يسيرون على هذا المنهاج، وكلُّهم يرفعُ قلنسوته عندما يعالج القراءة في ((العهد القديم))، وكلهم يقف هنالك باكيًا أو متباكيا، وقد وضعَ قلنسوةٍ في عُقبِ رأسِهِ ليبكي عند حائط المبكى، كلهم على ذلك يسير.
يذكر ((سفر العدد)) عندما بدأ غزو فلسطين -أي كنعان كما هي مذكورةٌ في العهد القديم-:
((فَسَمِعَ الرَّبُّ صَوْتَ إِسْرَائِيلَ، وَدَفَعَ إليهم الْكَنْعَانِيِّينَ –أي دفعَ إليهم الفلسطينيين-، فَأبسلوه –ذبحوه- وَمُدُنَهُمْ)) في ((الإصحاح الحادي والعشرين في سفر العدد في العهد القديم)).
بخصوصِ الأموريين ومَلَكِهم: ((وَضربهُ إسرائيل بحدِّ السيف، هو وبنيه وجميع قومه حتى لم يبقى له شاهد، وملكوا أرضه)).
لِمَ لا يسيرُ هؤلاء على درب أولئك الذين نهجوا هذا المنهاج؟!
يُكَرِّرُ ((سِفْرُ التثنية)) قصة التطهير العِرقي بعينها –حذو النعل بالنعل-: ((فإذا أدخلك الربُّ إلهك الأرضَ التي أنت صائر إليها لترثها؛ وتستأصل أُمَمًا كثيرة، فأبْسلهم إبسالًا –فأَهْلكهُم إهلاكًا-، فلا يقفُ أحدٌ بين يديك حتى تُفنيَهُم جميعًا على بكرة أبيهم حتى لا تُبقيَ منهم أحدًا، وحتى لا تَدَعَ منهم شاردًا)).
من (شارون) إلى (مائير كاهان) إلى (أولمرت) و(ليفني) ببدلتِهَا الأنيقة، كلُّهم يُجسِّدون الطريقة التي يتَّبِعُهَا الصهاينة حيالَ الفلسطينيين، هي مسيرةُ يشوع، هي مسيرة (مناحم بيجن) عندما قضى في (9 أبريل سنة 1948م) على جميعِ سكانِ (دير ياسين)، هي مسيرةُ (يشوع)، مسيرة (يشوع) هي التي أشار إليها (موشى ديان)؛ (موشيه ديان!!) -كما يقول المتحذلقون وينطقون!!-.
يقول (ديان): ((إذا كنا نمتلكُ التوراة، وإذا كنا نعتبرُ أنفسَنا شعبَ التوراة؛ فينبغي لنا أنْ نمتلك كذلك أراضي التوراة، فكلُّ ما ذكرت التوراةُ من أرض، وكلُّ ما ورد في التوراةِ المُحرمةِ من وعد فهي أرضك بالوعدِ يا إسرائيل)).
يا لله إنه لاسمٌ جليل!!
هم اليهود أحفادُ القردةِ والخنازير معنًى لا حقيقة، ألم ترَوا أنَّ اللهَ قد أخزاكم يا أحفاد القردةِ والخنازير؟!!
مسيرة (يشوع) هي مسيرة (باروخ جولدشتاين) مستوطنٌ أمريكيٌّ يهوديٌّ عندما قتلَ سبعةَ وعشرين (27) وجرح أكثر من خمسين (50) من الفلسطينيين، وهم يصلُّون للهِ رب العالمين، قائمين راكعين ساجدين، قارئين مُسبِّحينَ تالين في ((مسجدِ إبراهيم)) الذي يُقالُ له ((الحرمُ الإبراهيمي)) -وما من حرمٍ إلَّا الحرمُ المكيُّ والحرمُ النبويُّ-، فقتلَهم وأبادَهم وهم يُصلُّون، يسيرُ على دربِ (يشوع) يقتلُ ويُبيد باسم الربِّ الإله وعلى بركتِهِ.
وكان (باروخ جولدشتاين) عضوًا في جماعةٍ متطرفة –وكلُّهم يا صاحبي متطرفون-، كان في تلك الجماعة التي تأسست برعاية (آريل شارون) الذي قاد مذابحَ (صبرا وشاتيلا)، فكُوفئ بعد الإبادةِ والتطهيرِ بأنْ عُيِّنَ وزيرًا في الكيانِ اليهوديِّ، وهو سفَّاحُ (جِنين)، نسيتُم (جِنين)؟!!
ألم تنفعلوا؟!!
ألم تخرج المظاهرات؟!!
ألم يعلو الهُتاف؟!!
ألم يرتفعُ الصُّراخ؟!!
ألم نُرِق أنهارًا من المِدادِ على أطنانٍ من الأوراق؟!!
ألم تمرُّ تلك الذكريات؟!!
ثم ألم تُطمرُ بعد في خِضَّمِ بحرِها ثم عفى عليها الزمان، وعاد القومُ لِلَهوِهِم ولَعبِهِم، والقتالِ بالغناءِ والرقص!! نعم لابد من دعمِ الشعبِ المُحاصرِ في غزَّة، يُقتلُ ويُبادُ، ويُرَوَّعُ ويُشَرَّدُ في البلاد، لابد من دعمِه، بماذ؟
لا بأس من إقامةِ مباراتين تُحشدُ الجموعُ الهاتفة مُتعصبةٌ ناعقةٌ كالحميرِ صاغبةً وناهقة، ثم نأخذ الأموال لندعمَ الشعبَ الذي تُراقُ دمائُهُ ويُهتكُ عِرضُهُ، ويُرَوَّعُ في الصباحِ وفي المساء، لا يطعمُ جَفنُ أحدٍ منهم لحظةً من غُمْض، يا لها من أعصابٍ محروقة كالأرضِ المحروقة!!
ولا بأس أيضًا من دعمِ القضيةِ وإعانةِ المنكوبين؛ من إقامةِ حفلةٍ أو حفلتين لمُغنيةٍ أو مُغنيتين، أو لراقصةٍ أو راقصتين، ثم تُجمعُ الأموالُ من الشعبِ الذي يرى ويرقُب، وتتحركُ فيه الغرائزُ ما لا تتحركُ في الحيوانات، فتُجمعُ الأموالُ بعد لكي تُصبَّ في الأيدي الممدودة، والأفواهِ الفاغرةِ المفتوحة، ولكي تذهب إلى المَعِدَات التي قتلَها الجوعُ ومزَّقَها.
لا بأس أن يُجمعَ من بِغاء!! لا بأس أن يُجمع من حرامٍ واغتصاب!!
لا بأس!! ثم لِنَنم بعدُ وقد قرَّت منَّا العيون، وهدأت منَّا النفوس، ألم ندعم القضية؟!!
لا يمكنُ أنْ تدعمَ القضية أُمةٌ مؤخَرةُ فلانة من الراقصات عندها –أُمةٌ مؤخرة الراقصة فلانة عند جموعِ أبنائِهَا- أهمُّ من مقدمةِ ابن الصلاح –أو من مقدمة ابن خلدون-!! لا يكون.
قضيةُ العقيدة، معركةُ الاعتقاد، طَهِّروا اعتقادَكُم من أدرانِ الكفرِ والبدعةِ والإشراك، كونوا جُندَ مُحمَّد ينصرُكم الله.
مسيرةُ (يشوع) هي مسيرة (أولمرت) هي مسيرةُ (نتنياهو) هي مسيرة (ليفني) ذاتِ البدلةِ الأنيقة واليدِ المُلَّوثةِ بالدماء، هي مسيرةُ (يسوع) في قتل ما يربو على ألف ومائة (1100) من الأبرياء، من العُزَّل؛ لأننا دائمًا يجُرُّنا عدوُّنا في الوقتِ الذي يريد إلى المكان الذي يريد والميدان الذي يريد، ليفرضَ علينا المعركةَ التي يريد.
دائمًا نفعلُ هذا بغلطٍ متكررٍ وخطأ أكاد أقولُ إنه مقصود، دائمًا نُجَرُّ في زمانٍ يُحَدَّدُ لنا، ومكانٍ يُحَدَّدُ لنا، إلى معركةٍ تُحَدَّدُ لنا سَلَفًا، لا ندري شيئًا من موازينِهَا، ولا نأخذُ شيئًا مِن الأُهبةِ والاستعدادِ للقائِهَا، نُقَادُ وَنَنْقَادُ وَنُجَرُّ فَننَجَرُّ، ونُسْحَبُ فَنُسْحَبُ حتى يُعملُ فينا القتلُ والذبحُ من الأُذُنِ إلى الأُذُنِ ومن الوريدِ إلى الوريد، باسمِ الربِّ الإله ربِّ الجنود وعلى بركتِهِ؛ قَدِّمي القرابينَ بالمذابحِ الكفَّاريةِ يا إسرائيل على مسيرةِ (يشوع).
عقيدة تَعَلَّمَها الأطفال في كلِّ مكان، تعلَّمها الشعبُ المُذَلَّل الذي وطأتهُ الأقدامُ بأحذيةِ الأُمم، تصعقُهُ على مَمرِّ التاريخ، وقامت دولتُهُ –الدولةُ اللقيطة-، وأُعلِنَ ما كان من قيامِها سنة (1897م) بعد مؤتمر (تيودور هرتزل) المؤسسُ الأولُ، والرجلُ لم يكن يُؤمن بالتوراة، ولم يكن غيرَ باحثٍ عن وطنٍ قوميٍّ، وكان يرضى بوطنٍ في أوغندا أو في قبرص، حتى جاءت الجماعاتُ المتعصبةُ للأساطير في التوراة المحرفة، فاختارت فلسطين لِبَعْثِ الأساطيرِ القديمة كما يقول (موشيه ديان): ((ما دمنا نحن شعب التوراة، وما دمنا نحن أهل التوراة وأُمَّةَ التوراة؛ فينبغي إذن أن نتملك أرض التوراة)) وقد كان.
فإذا لم يُفِق قومي؛ فالأمرُ ماضٍ لتحقيقِ ما تَبَقَّى منه، فإذا شاءَ ربي وهو البرُّ الرحيمُ الجوادُ الكريم إيقاظَ النائمين وَبَعْثَ الهامدين؛ مسَّكهُم دينَ مُحمَّدٍ العظيم، فَعَادُوا إلى كتابِ ربِّهم وسُنةِ نبيِّهم، وعبروا فوقَ الحدودِ المُصطنعةِ أمامَهم مِمَّا وَضَعَت الفِرقُ والمذاهبُ والأحزابُ والجماعات، للعودةِ إلى ما جاءَ به مُحمَّدٌ وأخذَ به الأصحابُ –رضوان الله عليهم-، وهو الطريق، هذا هو الطريق، ولا طريقَ إلَّا هو، فالزموهُ بعد أنْ تَعْرِفُوهُ، مُوتوا عليه حتى تصيروا إلى نبيِّهِ الذي جاء به وخطَّهُ لكم، هو منهاجُ النبوة، وبه تُستردُّ العزَّةُ السليبةُ والكرامةُ المفقودة، لا بالمعنى القديم.
وأنت خبيرٌ بِمَا قَالَهُ بعضُ الباحثينَ في الدين؛ قال ردًّا على مَن قال: لماذا لم يَنْصُرْنَا اللهُ –جلَّ وعلا- على اليهودِ ومَن ورائَهم من الصليبيين؟
لماذا لم يحفظ اللهُ علينا المسجدَ الأقصى السليب؟
لماذا مكَّنَ هؤلاء منَّا وَهُم إخوانُ القردةِ والخنازير؟
لماذا مكَّنَ منَّا الشراذمَ المُعتدين قُطَّاعَ الطريق حُثالةَ الأُمم؟
لماذا مكَّنهم منَّا ولم يُمَكِّن أبرهةَ من بيتِ اللهِ الحرام؟
وكان الجواب:
أنَّ عبد المطلب أَمَرَ قريشًا بالصعودِ إلى قِمَمِ الجبالِ، فأَخْلَوا المكان، وذهبَ هو فتعلَّقَ بأستارِ الكعبة يدعو ربَّهُ ألَّا يُمَكِّن أهلَ الصليبِ مِن بيتِهِ الحرام، للبيتِ ربٌّ يحميه، فَأَرْجَعَ الأمرَ –وهو على ما هو عليه- إلى الله، قال ذلك الباحث: أمَّا نحن فلو نَصَرَنَا اللهُ ربُّ العالمين على اليهودِ في (1948م) وفي (1967م) وفِيمَا تَلَى ذلك؛ فَلَن نَقُولَ نَصَرَنَا اللهُ ربُّ العالمين، سنقول: أمجاد يا عرب أمجاد!! باسمِ العروبة!! وباسمِ القومية نُحَرِّرُ الأرضَ السليب؟!!
لا؛ باسمِ اللهِ.
إذا كان هناك الكفار من قتلةِ الأنبياء يقتلونكم باسمِ الربِّ الإله ربِّهم المُزيَّف المصنوع القاسي الشِّرير، يقتلونكم وتسيلُ دماؤكم الزَّكيَّةُ مسفوحةً قرابين قرابين مِن الأجنَّةِ والمُسنِّين على مَذَابحِ إسرائيل، وكلُّ ذلك يَفْعلونَهُ باسمِ الربِّ الإله، وأمَّا أنتم يا أصحابَ دينِ العدل؛ يا أصحابَ دينِ الفَضْلِ، يا مَن تَتْبَعُونَ خَيْرَ الرُّسُلِ، يا مَن تَتْبْعُونَ سَيِّدَ البشرِ، أين تمسُّكُكم أنتم بدينِ ربِّكم وسُنةِ نبيِّكم؟!!
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون...
لقد أَسمعتَ لو ناديتَ حيًّا *** ولكن لا حياةَ لمن تُنادي
ولو نارٌ نفحتَ بها أضاءت *** ولكن أنتَ تنفُخُ في رَمَادِ
وإلى اللهِ المشتكى والله المستعان.
وصلى اللهُ وسَلم على نبيِّنَا مُحَمَّد وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعين.