((الشيعة
في مصر))
خطبة الجمعة 26 رجب 1436ه – الموافق 15/5/2015
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ،
وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ
سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ
فَلَا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
–صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ
كِتَابُ اللَّـهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ –صلى
الله عليه وعلى آله وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ
بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فمِن الدعاياتِ الخبيثة
والدعواتِ الفاجرة؛ ما يُروَّجُ له الآن في أرضِ الكِنانة من أنَّ الشيعةَ
المصريين ليسوا كغيرِهم مِن الشيعةِ في الأرضِ كلِّها, وأنَّ الشيعةَ في مصر لا يَسبُّونَ
الصحابة, ولا يُكفِّرونَ أهل السُّنة, ولا يطعنونَ في الشيخين أبي بكرٍ وعُمَرَ
وابنتيهما عائشة وحفصة -رضي الله عنهم جميعًا-، وأنهم لا يُكفِّرون أهلَ السُّنة,
ولا يقولون بنقصِ القرآن إلى آخر ما يَدَّعونه اليوم؛ لخداع أهل السًّنة في مصر -حفظها
الله تعالى-, مع أنَّ العالَم كلَّه؛ لا المصريين وحدهم, رأوا وسَمِعوا مُقًدَّمًا
من مُقَدَّمِي الشيعة المصريين يعمل أستاذًا في كلية الطب بإحدى الجامعاتِ الإقليمية
المصرية؛ يَلعنُ معاوية -رضي الله عنه- على الهواءِ مباشرة, ولمَّا روجع أعاد لَعْنَهُ
-رضي الله عنه- إلى يوم الدين, وصرَّح بلعْنِ
مَن لم يلعنهُ أو دافعَ عنه .
لقد جاءَ دَوْرُ الروافضِ في
مصر ليعلو صوتُهم, ولتُسلَّطَ الأضواءُ عليهم, ليُعدَّوا أقليةً مصرية، فيحقُّ لهم
تبعًا أنْ يؤسسوا حزبًا, وأنْ تكونَ لهم جريدةٌ أو مجلة, وأن يتخذوا لأنفسِهم حُسينيات؛
يتردد فيها صوتُ الأذان الرافضي, سيطالبون بهذا؛ على أنهم أقليةٌ من الأقلياتِ في
مصر, والأقليات ينبغي أنْ تُحفظ حقوقها، فسيطالبون بحقوقٍ مزعومة, فإذا لم يُلبَّى
طلبُهم؛ قامت الدنيا كلُّها ولم تقعد, لأنَّ الحريات في مصر منقوصة, ولأن الدستور
لم تُفعَّل موادهُ, ولأنَّ القوانين ينبغي أن تُسَنَّ لحمايةِ الأقلياتِ المظلومةِ
المضطهدةِ في مصر.
ستقومُ الدنيا ولن تقعد,
وسيشاركُ في ذلك ((مجلس الأمن)) و((الأمم المتحدة)) بكلِّ ما ابتدعوه مِن حقوقِ
الديدان, وحقوق الحيوان, وحقوق الإنسان, وكأنَّ الذين يُقتَّلون ويُحرَّقون ويُصلَّبون
ويُضطهدون مِن المسلمين اضطهادًا جماعيًا، وتقتيلًا جماعيًا، وتصليبًا جماعيًا في
مشارقِ الأرضِ ومغاربِها؛ كأنهم ليسوا من بني الإنسان أصلًا, فإما أنْ تُلبَّى لهم
مطالبُهم، وحينئذ؛ سيتمكن الروافضُ في مصر من الدخولِ على المصريين من بابِ حُبِّ
آل البيت؛ لكي ينشروا الرفضَ في مصر حتى يعيدوها إلى عهد ((العبيديين)) -أي: الفاطميين-,
كما صرَّح رئيس الوزراء العراقي في المؤتمر الذي كان رئيسهُ مرسي الإخواني؛ كما صرَّح
بأنه يتشرفُ بكَوْنِه في ((قاهرة المُعِزِّ)).
لماذا يذكر ((قاهرة
المُعِزِّ))؟
لأنها كانت رافضيةً في ذلك
الوقت تحت حُكم الروافض العبيديين, وأصولهم من اليهود كما هو ثابتٌ ومُقرَّر.
سوف يتخذ هؤلاء القوم لأنفسِهم
حُسينياتٍ يتردد فيها صوتُ الأذان الرافضي, ويُلعنُ فيها الصحابة وأمهات المؤمنين,
ويُدْعَى فيها إلى كل موبقةٍ مما يدعو إليه دينُ الرَّفض, سيجتهدُ هؤلاء القوم في
نشرِ الرفضِ بكلِّ عقائدهِ الخبيثة تحت سِتار حُبِّ آل بيت النبي –صلى
الله عليه وآله وسلم- و-رضي الله عنهم-.
هل هؤلاء القوم يحبون آل
البيت حقًا؟
هل ينتمون إلى آل البيت
صدقًا؟
فلننظر في
الشائع المشهور من اختصاص الشيعة بأهل البيت:
قال حسين الموسوي -وهو
أحدُ علماء النجف- في كتابه ((لله..ثم للتاريخ)) قال: ((إنَّ من الشائعِ عندنا معاشر الشيعة اختصاصنا بأهل
البيت, فالمذهب الشيعيُّ كلُّه قائمٌ على محبة أهل البيت حسب رأينا, إذ الولاء
والبراء مع العامة -وهم أهل السُّنة- بسببِ أهل البيت والبراءة من الصحابة؛ وفي مُقدمتهم
الخلفاءُ الثلاثة وعائشة بنت أبي بكر بسببِ الموقف من أهل البيت؛ لأنَّ الراسخَ في
عقول الشيعة صغيرِهم وكبيرِهم؛ عالمِهم وجاهلِهم؛ ذَكَرِهم وأنثاهم: أنَّ الصحابة
ظلموا أهل البيت وسفكوا دمائَهم واستباحوا حُرماتِهم, وأنَّ أهل السُّنة ناصبوا أهلَ
البيتِ العداء, ولذلك لا يتردد أحدنا –يقول الموسوي- في
تسميتهم -يعني: أهل السُّنة- بالنواصب, ونستذكرُ دائمًا دمَ الحسين الشهيد, ولكنَّ
كُتُبنا المُعتبرة عندنا تُبيِّن لنا الحقيقة؛ إذ تذكر لنا تَذَمُّر أهل البيت -صلوات
الله عليهم- من شيعتِهم –أنا أقرأ كلامه كما كتبه-, وتذكر لنا ما فعله الشيعة الأوائل
بأهل البيت, وتذكر لنا مَن الذي سفك دماء أهل البيت –عليهم
السلام-, ومَن الذي تسبب في مقتلِهم واستباحةِ حُرماتهم .
قال أمير المؤمنين -يعني عليًّا
-رضي الله عنه-: ((لو ميزتُ
شيعتي لمّا وجدتهم إلا واصفة, ولو امتحنتهم لمَا وجدتهم إلا مرتدين, ولو تمحصتهم
لمَا خلص من الألف واحد)). وهذا في ((الكافي: في الجزء الثامن في الصفحة الثامنة
والثلاثين بعد الثلاثمئة)).
وقال أمير المؤمنين علي: ((يا أشباه الرجالِ ولا رجال, حُلوم الأطفال, وعقول ربَّات
الحِجال, لوددت أني لم أرَكم ولم أعرفكم -يخاطب شيعته من أهل الكوفة- معرفةٌ جرَّت
والله نَدمًا وأعقبت سدمًا, قاتلكم الله، لقد ملأتم قلبي قَيْحًا, وشحنتم صدري غَيظًا,
وجرعتموني نُغَبَ التَّهام أنفاسًا, وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان, حتى لقد
قالت قريش: إن ابن أبي طالبٍ رجلٌ شجاعٌ ولكن لا عِلْم له بالحرب, ولكن لا رأي لمن
لا يُطاع)). ذكروه في ((نهج البلاغة في الصفحة السبعين)).
وقال لهم مُوبِّخًا: ((مُنيتُ بكم بثلاث واثنيتين: صمٌ ذوو أسماع, وبُكْمٌ
ذوو كلام، وعُميٌ ذوو أبصار, لا أحرارٌ صُدُقٌ عند اللقاء, ولا إخوانٌ ثقة عند
البلاء, قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قُبُلِها)). ذكره في ((نهج
البلاغة)).
قال لهم ذلك –يقول
الموسوي- بسبب تخاذلهم وغدرِهم بأمير المؤمنين وله فيهم كلامٌ كثير.
وقال الإمامُ الحسين في دعائهِ
على شيعتهِ: ((اللهم إن
متعتهم إلى حين ففرِّقُهم فِرقًا, واجعلهم طرائق قِددا, ولا تُرض الولاةَ عنهم أبدًا,
فإنهم دَعَوْنا لينصرونا, ثم عَدَوا علينا فقتلونا)). ((الإرشاد للمفيد في الصفحةِ
الحادية والأربعين بعد المئتين)).
وقد خاطبهم مرةً أخرى ودعا عليهم,
فكان مما قال: ((لكنكم
استسرعتم إلى بيعتِنا كطِيرة الدُّبا, وتهافتُّم كتهافتِ الفراش, ثم نقضتموها سفهًا
وبُعْدًا وسُحْقًا لطواغيتِ هذه الأمة, وبقية الأحزاب ونَبَذَةِ الكتاب –يصفُهم
بهذه الأوصاف-, ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنَّا وتقتلوننا, ألا لعنةُ الله على
الظالمين)). قال الموسوي هذا في ((الاحتجاج: في الصفحة الثانية إلى الصفحة الرابعة
والعشرين..كلام كثير)).
قال الموسوي: ((هذه النصوص تُبيِّنُ لنا مَن هم قتلةُ الحسين
الحقيقيون, إنهم شيعتهُ أهل الكوفة؛ -يقول: أي: أجدادنا-, فلماذا نُحمِّل أهل السُّنة
مسؤولية مقتل الحسين -رضي الله عنه-؟))
ولهذا قال السيد ((محسن الأمين)): ((بايع الحسينَ من أهل العراق عشرون ألفًا؛ غدروا به
وخرجوا عليه، وبيعتهُ في أعناقهم, وقتلوه)).
تجده في ((أعيان الشيعة: في القسم الأول، في الصفحة الرابعة والثلاثين)).
وقال الحسن –رضي
الله عنه-: ((أري والله
معاوية -رضي الله عنه- خيرًا لي من هؤلاء, يزعمون أنهم لي شيعة, ابتغوا قتلي
وأخذوا مالي, والله لأن أخذ من معاوية ما أَحْقِنُ به من دمي وآمنُ به في أهلي,
خيرٌ من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي, والله لو قاتلتُ معاوية لأخذوا بعنقي-يعني:
شيعته- حتى يدفعوا بي إليه سِلما, ووالله لأن أسالمه وأنا عزيز خيرٌ من أن يقتلني وأنا
أسير)). تجده في ((الاحتجاج: في الجزء الثاني في الصفحة العاشرة)).
وقال زَيْنُ العابدين -رضي
الله عنه وعن أبيه- لأهل الكوفة: ((هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسِكم العهد
والميثاق, ثم قاتلتموه وخذلتموه, بأيِّ عينٍ تنظرون إلي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وهو يقول لكم: قاتلتم عِترتي, وانتهكتم حُرمتي, فلستم من أمتي)). تجده في
((الاحتجاج: في الجزء الثاني، في الصفحة الثانية والثلاثين)).
وقال أيضًا عنهم: ((إن هؤلاء يبكون علينا, فمن قتلنا غيرُهم؟))
وقال الباقر: ((لو كان الناس كلُّهم لنا شيعة, لكان ثلاثة أرباعهم بنا
شُكَّاكًا والربع الآخر أحمق)). في ((رجال الكشي في الصفحة التاسعة والسبعين)).
وقال الصادق: ((أما والله لو أجد منكم ثلاثة مؤمنين –يخاطب
شيعته- يكتمون حديثي، ما استحللت أن أكتمهم حديثًا)). في ((أصول الكافي)).
وقالت فاطمة الصُّغرى في
خطبة لها في أهل الكوفة:
((يا أهل الكوفة, يا أهل الغدر والمكر والخُيلاء, إنَّا أهلَ البيت ابتلانا الله
بكم, وابتلاكم بنا، فجعل بلاءنا حَسَنًا, فكَفَّرتمونا وكذبتمونا، ورأيتم قتالنًا
حلالًا وأموالنا نَهْبًا, كما قتلتم جدَّنَا بالأمس, وسيوفُكم تَقْطُرُ من دمائِنا
أهل البيت, تبًّا لكم، فانتظروا اللعنةَ والعذاب، فكأنْ قد حلَّ بكم ويُذيقُ بعضكم
بأس بعض, وما تَخلدون به في العذاب الأليم
يوم القيامة بما ظلمتمونا, ألا لعنةُ الله على الظالمين, تبًّا لكم يا أهل الكوفة,
كم قرأت لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- قبلكم, ثم غدرتم بأخيه عليِّ بن أبي طالب
وجَدِّى وبنيه وعِترته الطيبين)).
فقام لها أحد أهل الكوفة،
فقال مفتخرًا:
نحن قتلنا عليًّا وبني عليٍّ
بسيوفٍ هندية ورِماحِ
وسَبينا نساءَهم سَبْي تُركٍ
ونطحناهم فأيُّ نِطَاحِ
قالت زينب بنت أمير المؤمنين
لأهل الكوفة تقريعًا لهم:
((أما بعد: يا أهل الكوفة؛ يا أهل الخَتلِ والغدرِ والخذل, إنما مَثَلُكم كمَثَلِ
التي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثًا, هل فيكم إلا الصَّلَف والعُجْب والشَّنف
والكذب, أتبكون أخي؟! أجل والله؛ فابكوا كثيرًا واضحكوا قليلًا، فقد ابُتليتم بعارِها,
وأنَّى تُرَخِّصون قتل سليل خاتم النبوة)). تجده في ((الاحتجاج)).
قال الموسوي بعد أن ساق هذه
النصوص من كُتب القوم ومصادرهم: ((نستفيد من هذه النصوص وقد -أعرضنا عن كثيرٍ
غيرها– ما يأتي:
*مللُ وضجر أمير المؤمنين
وذريته من شيعتِهم أهل الكوفة لغدرِهم ومكرِهم وتخاذلِهم.
*تخاذل أهلِ الكوفة وغدرِهم
تسببَ في سفكِ دماء أهل البيت واستباحة حُرماتهم.
*نستفيد أن أهل البيت يُحمِّلون
شيعتهم مقتل الحسين ومن معه, وقد اعترف أحدهم بردَّهِ على فاطمة الصغرى: بأنهم هُم
الذين قتلوا عليًّا وبَنِيه, وسَبوا نساءهم كما مرَّ.
*وأن أهل البيت دعوا على
شيعتهم، ووصفوهم بأنهم طواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب, ونَبَذَة الكتاب, ثم زادوا
على تلك بقولهم: ((ألا لعنة الله على الظالمين))؛ ولهذا جاؤوا إلى أبي عبد
الله, فقالوا له: ((إنَّا قد نُبذنا
نبْذًا أثقلَ ظهورنا, وماتت له أفئدتُنا, واستحلَّت له الولاة دماءنا في حديث رواه
لهم فقاؤهم.
فقال أبو عبد الله: الرافضة –يعني: تعنون بالنبذ هذا اللقب: الرافضة-؟
قالوا: نعم.
فقال: لا والله ما هم سمَّوكم, ولكن الله سمَّاكم به)). تجده
في ((الكافي –وهو عند القوم عمدة-، في الجزء الخامس في الصفحة الرابعة
والثلاثين)).
فبيَّن أبو عبد الله أنَّ
الله سمَّاهم ((الرافضة)) وليس أهلُ السُّنة.
قال الموسوي: لقد قرأت هذه النصوص مرارًا, وفكَّرْتُ فيها كثيرًا,
ونقلتها في ملفٍ خاص, وسهرتُ الليالي ذواتِ العدد؛ أُمْعِن النَّظر فيها، وفي
غيرها الذي بلغ أضعاف أضعاف ما نقلته لك، فلم أنتبه لنفسي إلا وأنا أقول بصوتٍ
مرتفع: كان الله في عونِكم يا أهلَ البيت على ما لقيتم من شيعتكم.
نحن نعلم جميعًا –يقول-
ما لاقاه أنبياءُ الله ورُسُله -عليهم السلام- من أذى أقوامهم, وما لاقاه نبينا
-صلى الله عليه وسلم-، قال: ولكني عجبتُ من اثنين؛ من موسى –عليه
السلام- وصبره على بني إسرائيل، وأعجبُ من أهل البيت على كثرة ما لقوه من أذى من أهل
الكوفة, وعلى عظيمِ صَبرِهم على أهل الكوفة مركز الشيعة, على خيانتِهم لهم وغدرِهم
بهم وقتلِهم لهم وسلبِهم أموالهم, وصبر أهل البيت على هذا كلِّه, ومع هذا نُلقي
باللائمة على أهل السُّنة ونُحمِّلُهم المسؤولية!!
قال: وعندما نقرأ في كتبِنا
المُعتبرة نجد فيها عجبًا عُجابًا, قد لا يُصدِّق أحدُنا إذا قلنا: إنَّ كُتُبَنا
معاشر الشيعة؛ تطعن في أهل البيت وتطعن في النبي -صلى
الله عليه وسلم-.
وإليك البيان:
عن أمير المؤمنين -يريد عليًّا
-رضي الله عنه-: ((أن عُفْيَرًا
–وعفيرٌ هو حمار رسول الله- أنَّ غفيرًا حمار رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-؛ قال للنبي: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إنَّ أبي حدثني عن أبيه
عن جدِّهِ عن أبيه -إسنادٌ حماري-؛ أنه كان مع نوحٍ في السفينة –جده
الرابع كان مع نوح في السفينة- فقام إليه نوحٌ –عليه
السلام- فمسحَ على كَفله، ثم قال: يخرج من صُلْبِ هذا الحمارِ حمار يركبه سيد
النبيين وخاتمهم, فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار)). تجده في ((أصول الكافي: في
الجزء الأول، في الصفحة السابعة والثلاثين بعد المئتين)).
قال الموسوي بعد أن ساق
الرواية: هذه الرواية
تفيدنا بما يأتي:
*الحمار يتكلم.
*الحمار يخاطبُ رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- بقوله: فداك أبي وأمي، مع أنَّ المسلمين هم الذين يُفدَّون
رسول الله بآبائهم وأمهاتهم؛ لا الحمير.
*والحمار يقول: حدثني أبي عن
جَدِّي إلى الجَدِّ الرابع!! مع أنَّ بين نوح ومُحَمَّدٍ ألوفًا من السنين, بينما
يقول الحمار إن جَدَّه الرابع كان مع نوح في السفينة.
قال: كنا نقرأ ((أصول الكافي))
مرةً مع بعض طلبةِ ((الحَوزة)) في النَّجف على ((الإمام الخوئي)),
فرد الإمام الخوئي قائلا: ((انظروا إلي هذه المعجزة, نوح -سلام الله عليه -يخبر
بمُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وآله وسلم- وبنُبوتِهِ قبل ولادته بألوف السنين)).
قال حسين الموسوي: بقيت كلمات ((الإمام الخوئي)) تتردد في مسْمَعيِّ مدة وأنا
أقول لنفسي: كيف يمكن أن تكون هذه معجزة وفيها حمار يقول لرسول الله -صلى الله عليه
وسلم-: بأبي أنت وأمي؟!
وكيف يمكن لأمير المؤمنين أنْ
ينقل مثل هذه الرواية؟!,
قال: ولكن سَكَتُّ كما سكتَ غيري
من السامعين.
يدَّعون أنَّ الشيعةَ
المصريين مختلفون عن سائرِ الشيعةِ في عموم الأرض, هم فقط يحبون آل البيت!!
إذن يا معشرَ المصريين كونوا
مع الروافض المصريين؛ بل أنتم أولى بحبِّ آل البيت منهم.
لم ينج آلُ البيتِ من طعونِ
وقبائح الشيعة الروافض، وهذا من أعجب ما يمكن أن تعرفه عن عقائدِ القومِ؛ لأنهم
ينعقون ليلَ نهار بحبِّهم لآل البيت ونُصرتهم وتعصُّبِهم لهم.
لقد حكمَ
علماءُ الشيعة برِدَّةِ آلِ البيتِ كلِّهم ماعدا على بن أبي طالب:
فعن أبي جعفر قال: ((إنَّ رسولَ الله -صلى
الله عليه وسلم- لمَّا قُبض؛ صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة؛ هم: عليٌّ
والمقداد وسَلمان وأبو ذر -وأين علي؟-، وقالوا بتلعثُمِ وتردُّدٍ:
إنَّ عليًّا -رضي الله عنه- تلعثمَ وترددَ في قَبوله
للإسلام وطلبهِ من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مُهلة, وقال –رضي
الله عنه- للرسول -صلى الله عليه وسلم-: إن هذا الدين يخالف دين أبي وأنا أنظرُ
فيه.
وفي بعض كُتُبُهم -ك((الاختصاص
للمفيد)) و((بحار الأنوار للمجلسي)) و((تنزيه الأنبياء للمرتضى)) و((دلائل الإمامة
لابن رستم المصري الطبري))- في بعض كتبهم: ((تسمية سفيان بن ليلى للحسن بن علي -رضي
الله عنهما- ب((مُذِلِّ المؤمنين)) لتنازله عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان -رضي
الله عنه-؛ بل ووثب عليه شيعته -على الحسن-, -لذلك لا يُقدِّرهُ الشيعةُ الروافض إلى
يومنا هذا, بل إنهم لا يكادون يذكرون سوى الحُسين -رضي الله عنه- وأما الحَسَن
عندهم فمُذِلُّ المؤمنين-, بل إنَّ الشيعةَ في عهده وثبوا عليه وانتهبوا فسطاطه وأخذوا
متاعه, وطعنَهُ ((ابن بشير الأسدي)) في خاصرتهِ فردوه جريحًا إلى المدائن)).
وقالوا عن جعفرٍ بن عليٍّ: ((جعفر مُعلِنُ الفِسق, فاجرٌ؛ ماجنٌ؛ شريبٌ للخمور؛ وأهتكُهم
لنفسه؛ خفيفٌ؛ قليلٌ في نفسه)). قالوا هذا في ((الأصول من الكافي: في المجلد
الأول، في الصفحة الرابعة بعد الخمسمئة)).
وقالوا: ((إنَّ قولَ الله تعالي: {لَبِئْسَ الْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ
الْعَشِيرُ} [الحج: 13] نزلت في العباس –رضي الله عنه- عم
رسول الله –صلى الله عليه سلم-، بل حكم ((الكليني)) على عبد الله بن
عباس -رضي الله عنهما- بالكُفر)). كما في ((أصول الكافي: في
المجلد الأول في الصفحة السابعة والأربعين بعد المئتين)).
بل شكَّ زعماءُ الشيعةِ في
ابن إمامهم ((الرضا)) هل هو ابنه أو لا؟ وعرَضوا ذلك في مجالسهم على علماءهم, فعرَّضوا
بزنا زوجة ((الرضا)), ولم يقتنعوا بأنه ابنه، حتى حكَّموا القافة -جمع قائف, وهو الذي
يتتبع الآثار والذي ينظر إلى شَبَهِ الولد بأبيه حتى يتحقق من صحة نسبته إليه-, فحكَّموا
القافة؛ فحكَمت القافةُ، فصدَّقوا بعد ذلك إمامهم الرضا)).
في ((أصول الكافي: في المجلد
الأول، في الصفحة الثانية والعشرين بعد الثلاثمة)).
وروى ((الكليني)) في ((الفروع)): ((أنَّ فاطمة ما كانت راضيةً بزواجها من عليٍّ
وقال: والله قد اشتد حُزني
واشتدت فاقتي -أي:فقري- وطال سقمي)).
فهؤلاء القوم يُحبون آل
البيت حقًا؟
هل هم ينصرونهم صدقًا؟
أم أنهم يجعلون ذلك مَدخلًا
لنشرِ أباطيلهم وزندقتِهم, لكي يُفسدوا دينَ الإسلام باسمِ محبةِ آل البيت الكاذبة
المُدَّعاة.
ثم فليَسال سائلٌ نفسَهُ: هل
الشيعةُ الروافض يدينون بدينِ الإسلام حقًا؟
كيف نُصَدِّقُ هؤلاء القوم في
هذه المؤامرة التي تُحاك لأهلِ السُّنةِ في مصر؟
إنَّ كثيرًا من الإعلاميين؛
يعلمُ كثيرٌ من الخلق تَوجُّههم, سواءٌ كان توجُّههم مَبْنيًّا على الإيديولوجية, أم
كان مَبْنيًّا على العطاءِ والبَذْلِ من الجهاتِ التي تُحرِّكُه وتُملي عليه ما يقول,
وما يُروِّجُ له، كثيرٌ من الإعلاميين يَروِّجون ما هو على الضِّدِ من السياسة المُعلنةِ
للبلد, هذا لا يجوز, حتى على أصول الديمقراطية, هذا ليس له وجودٌ في دولةٍ من دولِ
العالم, أنْ يخرجَ أهلُ البلد من أجلِ أن يحاربوا النظام الحاكم في البلد, ثم لا يُقال
عنهم سوى أنهم من الوطنيين, ومن دعاة حرية الرأي, ينبغي أن يصمتَ هؤلاء؛ على مقتضى
قواعد الليبرالية والديمقراطية, لا على حسبِ قواعد دين الاسلام العظيم, وإنما على
حسبِ قواعدهم هم, ومَن كان عنده ما يحب أنْ يقوله؛ فليذهب إلى الرئاسة, إلى الجهات
المعنية, وليبذل نُصحهُ كما شاء.
أما أن يكون تَوجُّه الدولة
الرسمي على الضِّدِ من الروافض, ومن دولة المجوس؛ بل إنهم يحاربونها في الجنوب؛ لأنهم
يعبثون بالأمن المصري القومي ويهددون الحرمين الشريفين, فإذا كان توجُّهُ الدولة
الرسمي على هذا النحو, فهل يجوز أنْ يخرجَ هؤلاء ليعاندوا الدولة ويحاربوها؟
فليذهب ناصحُهم إلى الرئاسة أو
إلى الجهات المسئولة ليُعلن ما عنده ولينصح، فإن قُبِلَ منه فذاك, وإلا فليبتلع
لسانه, والأصل أنه إذا تكلم بعدُ؛ قُطع لسانه, هذا أمنُ دولة, هذا أمنُ بلد, هذا أمنُ
وطن, بل هو أمنُ الإسلام في هذا العصر، هذا البلد أمْنُهُ أمنُ الإسلام في هذا
العصر, فشاهت الوجوه.
هؤلاء المغفلون يأتون لنا
بفنانٍ أو فنانة، براقصٍ أو براقصة؛ بمُغَنٍّ أو مُغَنيَّة ذهب إلى العراق؛ ذهب إلى
إيران, ثم يأتون به ليُعلن رأيه, أيُّ رأيٍ لأمثالِ هؤلاء؟
هل يُؤخذ من هؤلاء شهادة؟ أين
العدالة؟ أين العقل؟ أين المنطق؟
ثم فليذهب من شاء!! ما قيمة
هؤلاء؟
أما أن يَروَّجَ لأمثال هذه الأمور
على هذا النحوِ، ثم يزعقُ الإعلام وينعق في الربوعِ، في الوديان، في الكهوف عند
جماهير المسلمين, بأنَّ القوم -يعنون الروافض- ليسوا كما نعتقد, هم بشرٌ مِثْلُنا،
ليست لهم ذيول, هم مِثْلُنا يقولون: لا اله إلا الله مُحمدٌ رسول الله, فما الخلافُ
بيننا وبينهم؟
الإخوان المسلمون يقولون: لا
اله إلا الله مُحمدٌ رسول الله, فما الخلافُ بينكم وبينهم؟
الداعشيون يقولون: لا اله إلا
الله محمدٌ رسول الله, فما الخلاف بينكم وبينهم؟
ما هذا العبث؟
لا يجوز أنْ يُقيَّدَ الخطابُ
الديني في مساجدِ الله وأن يُقصرَ على المتخصصين ومن يُؤذنُ لهم؛ ثم يصيرُ كُلأً
في الاستوديوهات المشبوهة وفي المحافل النَّجِسة لا يجوز, لا يجوز عقلًا ولا منطقًا،
فضلًا عن شِرعة ودينًا.
كيف نُصدِّقُ مَن يتخذُ
الكذبَ دينًا, العَجب كلُّ العجبِ ممن يركضُ وراء وعودِ الرافضة وينخدعُ بأباطيلهم,
الكذبُ شعارهم ودِثارهم, فما عُرف الكذبُ في أٍمة ولا مِلَّةٍ كما عُرف في الروافض
المناجيس.
ومعلومٌ أنَّ
التقيَّةَ ركنٌ من أركان إيمانهم:
والتقية: الكذب لا غير, أنه
الإخبار بخلاف الواقع, تسمية الكذب تقية
كتسمية الزنا متعة, وتسميةِ الخمر مشروبًا روحيًا, والأسماء لا تُغيِّر من حقائق
المُسميات شيئًا, وحتى ترى منزلة الكذب عند الشيعة؛ اسمع هذه النصوص:
روى ((الكليني)) عن أبى جعفر
أنه قال: ((التقية من
ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له)). ارجع إلى ((الكافي)).
وروى أيضًا عن أبي عبد الله
أنه قال: ((إن تسعة
أعشار الدين في التقية –أي: في الكذب-, ولا دين لمن لا تقية له)). في ((الكافي))
أيضًا.
ونسبوا إلى النبي -صلى
الله عليه وسلم- أنه قال:
((مثل مؤمن لا تقية له كمثل جسدٍ لا رأس له)). في ((تفسير العسكرى)).
ورووا عن الباقر أنه قال: ((خالطوهم بالبرَّانية وخالفوهم بالجُّوانية إذا كانت الإمرة
صبيانية)). ارجع إلى ((الكافي)).
إلى غير ذلك من النصوص
الكثيرة التي تُقرِّر الكذب وتحثُّ عليه, وتجعله ركنًا أساسًا من أركانِ الإيمان؛ لا يتم إلا به.
وفي مروياتهم عن أئمتِهم: الكذب في التعامل مع السُّنة, والكذب في التعامل فيما
بينهم أنفسهم, والكذب في الفتوى, حيث لا
خوف علي نفسٍ ولا عِرض, والكذب في كل شيء.
قال الخميني –عليه
من الله ما يستحقه- في كتاب ((الرسائل)): ((ثم إنه لا يتوقف جوازُ هذه التقية؛ بل وجوبها على
الخوفِ علي نفسه أو غيره, بل الظاهر أنَّ المصالح النوعية صارت سببًا لإيجاب
التقية، فتجب التقية وكتمان السِّر, ولو كان
مأمونًا وغير خائفٍ علي نفسه)).
فالمقصود أنه إذا كانت الرافضة
تدينُ بالتقية –بالكذب-, وتؤمن بالتقية, فكيف يمكن أن نقبل دعوتهم؛ إلى
التقارب بيننا وبينهم وإلى نسيان الخلافات التاريخية بين السُّنة وبينهم؟
كيف نثقُ فيما يزعمونه من
إظهار الصفاء والمودة وسلامة القصد؛ ودينهم أساسًا يقوم على الكذب والخداع؟
إنَّ العاقلَ لا يمكن أنْ يثق
بقومٍ هذا شأنهم أبدًا.
قال موسي جار الله في ((الوشيعة)): (إذا تقررت التقيةُ أدبًا دينيًا، فقلبُ كلِّ شيعي في
غلاف التشيع يكون مستورًا وراء التقية, لا يبقى لقولهِ قيمة, ولا يبقى لعمله صدق,
ولا لوعدهِ وعهده وفاء)).
فكيف نصدِّقُهم وهذا دينُهم؟
ليس بيننا وبينهم شيء نلتقي
فيه.
هؤلاء يعتدون علي جنابِ
النبوة, ويعتدون علي جنابِ الصحابة, ويعتدون علي جناب أمهات المؤمنين, وعلي جنابِ
آل البيت الطيبين, وعلي جنابِ القرآن العظيم, ما الذي بقي؟
ليس بيننا
وبين الرافضة اتفاقٌ فيما يجب اعتقاده مثلًا تجاه الصحابة.
هل يخرج واحدٌ من هؤلاء
الروافض المصريين ليترضى على أبي بكر وعمر، يلعنُ أبا لؤلؤة المجوسي؟! هل يخرج
واحدٌ من هؤلاء لكي يترضى على معاوية وعلى أبي سفيان؟
فليفعلوا إن كانوا صادقين.
قلت لكم: قيل للرجل وهو أستاذٌ
في كلية الطب:كيف تلعنُ معاوية؟
فأعاد لعْنَهُ إلي يومِ
الدين، ولعَنَ من توقف في لعْنِهِ أو دافع عنه, على الهواء مباشرة, إذا كان هذا من أعقلِهم فيما يبدو، فكيف بالرعاعِ منهم
والسِّفلة وكلُّهم سِفلة, كيف يُوثقُ بهؤلاء؟
احذروا يا أهل
مصر؛ فقد جاء دور الروافض ليعبثوا بأمنِكم، ليقلقلوا
صفوفكم، ليشيعوا الفتنة بينكم, ليَحرفوكم
عن دينكم وإيمانكم, ليحلحلوا الصخرة المصرية التي ما زالت بحمد الله صامدة أمام
المؤامرة الصهيونية الصليبية الإخوانية, يحلحلوها حتى تمرَّ أمواجُ الفتن إلى بقية
الديار الإسلامية.
إنَّ الصحابة حبُّهم عندنا
دين, عدَّلهم اللهُ رب العالمين في كتابه, ومدحهم النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- في
خطابه, هم الذين نقلوا لنا الشريعة، وأدوا إلينا الأمانة, وفضائلهم –رضي
الله عنهم- لا تُعدُّ ولا تُحصى.
فما حال
الروافض مع الصحابة –رضي
الله عنهم-؟
قالوا: هم كُفار كلُّهم إلا أربعة, وقد مرَّ ذِكرُ النص موثقًا
عنهم، كلهم -يعنون الصحابة- كفروا بعد رسول الله وكانوا من المنافقين, وحرَّفوا
الشريعة, وزادوا ونقصوا في القرآن العظيم.
فهل هذه عقيدة أهل السُّنة؟
ما عقيدة أهل السُّنة فيمن طعن
في الصحابة؟
فيمن رمى أمَّنا -أم
المؤمنين عائشة- بالفاحشة وقد برَّأها الله تعالى من فوق سبعة أرقعة؟
يُكذِّب كلامَ الله, ما حكم
من كَذَّب كلام الله؟
ما حُكم مَن اعتدى على طُهر
فراشِ رسول الله؟ ما حكمه؟ أجيبونا!!
لأنه مازال جملة من القُرَّاء
المصريين يذهبون للحج في طهران وصِورهم وهم يصافحون ويُقبِّلون ((خامنئي)) منشورة
ذائعة مشهورة, وجاء دور الفنانين والفنانات, والمُغنين والمُغنيات والراقصين والراقصات،
اتبعوهم!!
هم يتهمون سادتَكم أصحابَ رسول الله –صلى
الله عليه وآله وسلم-:
في كتاب سليم بن قيس عن علي
بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال: ((إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول الله –صلى
الله عليه وسلم- غير أربعة)).
ما حكاية الأربعة هذه؟
صحيح: الكذب ملوش رجلين! ولكن
له أربعة أصابع!!
قال: ((إن الناس صاروا بعد رسول الله –صلى
الله عليه وسلم- بمنزلة هارون ومن تَبِعَهُ, ومنزلة العجل ومن تَبعه, فعليٌّ في شِبه هارون, وعتيقٌ -يعنون أبا بكر- في شبه العجل,
وعمرٌ في شِبه السامري)).
هؤلاء هم الذين يحبون آل
البيت؟
قال ((التُّستري)) -أحد كبار
علماءهم-: ((كما جاء موسى
للهداية، وهدى خلقًا كثيرًا من بني إسرائيل وغيرهم فارتدوا في أيام حياته, ولم يبق
فيهم أحدٌ على إيمانه سوى هارون –عليه السلام-, كذلك
جاء محمد -صلى الله عليه وسلم- وهدى خلقًا كثيرًا لكنهم بعد وفاته ارتدوا علي
أعقابهم)). تجده في ((إحقاق الحق للتستري، في الصفحة السادسة عشرة بعد الثلاث مائة)).
بل إنهم يعتقدون أنَّ أكثر
من أظهر إسلامه من الصحابة في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما أظهره نفاقًا،
وأن النبى -صلى الله عليه وسلم- إنما قَبِلَ إدخالهم في صفوف المؤمنين؛ لأنه محتاج
إلى كثرة العدد ليتقوى بهم على عدوه, كما صرح بذلك ((حُسينٌ الشيرازي)) وهو أحد
الشيعة المعاصرين, تجد كلامه في كتابه ((الشعائر الحسينية لحسن الشيرازي، في
الصفحة الثامنة والصفحة التاسعة)).
وأما أبو بكر
فما حاله عند الروافض؟
عند الشيعة من المصريين
وغيرهم؟
لا يُعدُّ الشيعي شيعيًا حتى
يعتقد في أبي بكر ما ستسمعه.
وأبو بكر أولُّ الناس إيمانًا بالنبي، هو رفيقهُ في الغار,خليفتهُ في الصلاه
يوم اشتد المرض عليه, أحبُّ الرجال إليه, منْ لو كان متخذًا خليلًا مِن الخَلق لاتخذه
خليلًا, هو مُنفق ماله في سبيل الله,
بايعه الصحابةُ بالإجماع ومنهم عليٌّ، واعترفوا بفضلهِ وأقرُّوا بجلالته, هو
الإمام العادل الذي سار في الناس سيرة العدل والتواضع والرأفة والرحمة مع الحزم
والعزم –فرضي الله عنه وأرضاه-.
ولكنهم -الشيعة
المصريون وغيرهم من الشيعة علي ظهر الأرض- لا تجد شيعيًا لا يعتقد هذا الذي تسمع.
*اتهموه ويتهمونه بأنه لم يَدَع
عبادةَ الأصنام أصلًا:
قالوا: كان يصلي خلف رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- والصنم معلقٌ
في عنقه يسجد له.
*اتهموه بالمعاصي الكبيرة
وموجبات الرِدَّة:
فقالوا: كان يُفطر متعمدًا في نهارِ رمضان، ويشرب الخمر، ويهجوا
رسول الله.
*اتهموه بأنه لم يعرف ربَّهُ
قط:
قال ((الطوسي)) الشيعي: ((إن من الناس من شك في إيمانه؛ لأن في الأمة من قال إنه
لم يكن عارفًا بالله تعالي قط)).
فجاء ((ابن طاووس الشيعي))
فجزم بأنه مشكوك في هدايته, ثم جاء جَزم
((المجلسي)) بعدم إيمان أبي بكر!!
لماذا لُقِّب
بالصدِّيق؟
أهل السُّنة يقولون لأنه لم
يتردد ولم يتلعثم في تصديق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما عند ((المستدرك))
بإسنادٍ ثابت في قصة الإسراء والمعراج, فلما أخبر بها النبي -صلى الله عليه وآله
وسلم-، كان أبو بكر غائبًا فتلقَّاه الكُفار خارجَ مكة, ثم قالوا له: ألم تسمع ما قال
صاحبك؟
قال: ((وما قال؟))
قالوا: يزعم أنه أُسري به الليلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى،
وعُرج به إلى السماوات العُلى, ثم عاد وفراشه لمَّا يزل دافئًا بعدُ؟
قال: ((أنتم تكذبون عليَّ)).
قالوا: لا؛ بل قال.
فلمَّا توثَّق الخبرُ عنده،
قال: ((إن كان قال فقد صدق)).
قالت عائشة: ((فمِن يومها لُقِّبَ بالصِّدِّيق)).
هذا عندكم أهل السُّنة, وأما
الشيعة المصريون وغيرهم من الروافض في طِباقِ الأرضِ فيقولون: لُقِّبَ بالصِّدِّيق؛
لأنه صَدَّق أنَّ النبيَّ ساحر.
روى ((الصَّفَّار)) و((القُميُّ))
و((المُفيد)) بأسانيدهم الشيعية عن خالد بن نجيح قال: قلت لأبي عبد الله جعفر
الصادق: ((جعلت فداك؛
سمَّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر الصِّدِّيق؟
قال: نعم.
قال:كيف؟
قال: حين كان معه في
الغار, قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إني لأرى سفينةَ جعفر بن أبي طالب
تضطربُ في البحر ضالة.
قال: يا رسول الله وإنك لتراها -السائل أبو بكر-.
قال الرسول -صلى الله عليه
وسلم-: نعم.
قال: فتقدرُ أن تُرينيها؟
فقال: اُدن منِّي
قال: فدنى منه أبو بكر فمسح على عينيه، ثم قال: انظر.
قال: فنظر أبو بكر، فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر، ثم نظر
إلي قصورِ المدينة، فقال في نفسه: ألا إنْ صدَّقت أنك ساحر.
فقال رسول الله-صلى الله
عليه وسلم-: الصِّدِّيق
أنت)). ((تفسير القُمي في الجزء الأول، في الصفحة التسعين بعد المئتين)).
هؤلاء الذين يُخدع أهل السُّنة
بهم, ليقبلوهم؛ بل ليدخلوا بينهم، بل ليُبَشِّروا هُم بالتشيع بين صفوف جماهير
المسلمين من أهل السُّنة في مصر.
مصر سُنيَّة؛ ليست بشيعيةٍ ولا رافضية, ولا علمانيةٍ ولا شيوعية, مصر
إسلامية, وهويتها كذلك رغم أنف الحاقدين مِن كلِّ مُجرمٍ ومارق, ومِن كلِّ زنديقٍ
وحاقد, ومِن كلِّ متآمرٍ وفاجر, وستظل إن شاء الله الصخرة العاتية التي تنحسر على
أقدامِها أمواجُ الفتن, وستظل المنارَ المُنير بالليل؛ يهتدي بها في ظلماتِ الليل
كلُّ حائرٍ في سفينتهِ؛ يمخرُ العُبابُ ليصلَ إلى الصوابِ.
حفظَ اللهُ مِصْرَ ورعاها
وسائر بلاد المسلمين مِن كلِّ متآمرٍ
وحاقد, ومِن كلِّ زنديقٍ وفاجر, ومِن كلِّ مُشركٍ وكافر، وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الخطبة
الثانية
الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا اله ألا الله وحده لا شريك له هو يتولى الصالحين, واشهد
أن محمدا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم- صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلي يوم
الدين
أما بعد:
فهذه هي الخطة
السرية لآيات ((قُم)):
وهي تُبين بجلاءٍ خُططَهم
ومكرَهم وحقدَهم على أهل السُّنة, وتُظهِرُ طرائقهم ووسائلهم للتغلغلِ في
المجتمعاتِ السُّنية؛ لإحداث الفتن والفوضى, وللوصول إلى سُدَّةِ الحُكمِ بطريقةٍ
شيطانية.
قالوا في تلك الوثيقة -وهى
منشورةٌ مشهورةٌ معروفةٌ نظريًا، وتُطبَّق عمليًا تحت أعينِ أهل السُّنة, فوا حسرتاه على أهل السُّنة, يا لغفلتهم-
قالوا: ((إذا لم نكن قادرين على تصديرِ ثورتنا إلى البلاد
الإسلامية المجاورة, فلا شك أنَّ ثقافةَ تلك البلاد الممزوجة بثقافةِ الغرب سوف
تهاجمنا وتنتصر علينا -أي: على الروافض أصحاب الثورة البائسة في إيران-, وقد قامت
الآن بفضلِ الله وتضحية أمة الإمام الباسلة دولة الإثنا عشرية في إيران بعد قرون
عديدة, ولذلك فنحن وبناء على إرشادات الزعماء الشيعة المُبَجَّلين؛ نحملُ واجبًا
خطيرًا وثقيلًا وهو: تصديرُ الثورة, وعلينا أنْ نعترفَ أنَّ حكومتنا فضلًا عن
مهمتها في حفظِ استقلالِ البلاد وحقوقِ الشعب؛ فهي حكومةٌ مذهبية, ويجب أنْ نجعلَ
تصدير الثورة على رأس الأولويات.
لكن نظرًا للوضعِ العالمي
الحالي والقوانين الدولية -كما اصُطلح علي تسميتها- لا يمكن تصدير الثورة؛ بل ربما
اقترن ذلك بأخطارٍ جسيمةٍ مُدمرة, لهذا فإننا خلال ثلاث جلساتٍ وبآراءٍ شِبه
جماعية من المشاركين وأعضاء اللجان؛ وضعنا ((خطة خمسينية))
–أي: تستمر مدة خمسين عاما- تشمل خمس مراحل, ومدة كل
مرحلة عشر سنوات, لنقومَ بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميعِ الدول المجاورة, ونوحِّد
الإسلام أولًا؛ لأنَّ الخطرَ الذي يواجهنا من الحُكام الوهابيين وذوي الأصول السُّنية
أكبرُ بكثيرٍ من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب)).
ليس لهم عدو سوى أهلُ السُّنة,
اليهود أحبابهم، اليهود أحباؤهم، اليهود أولياؤهم، والصليبيون كذلك، والوثنيون,
ليس لهم من عدو سوى أهل السُّنة.
وها هم يقولون: ((لأنَّ هؤلاء الوهابيين وأهل السُّنة يناهضون حركتنا
وهم الأعداء الأصليون لولايةِ الفقيه والأئمة المعصومين, حتى إنهم يَعدُّون اعتماد
المذهب الشيعي كمذهبٍ رسمي دستور للبلد أمرًا مخالفًا للشرع والعُرف, وهم بذلك قد
شقُّوا الإسلام إلى فرعين متضادين.
بناءً على هذا: يجب علينا أنْ نزيدَ نفوذنا في المناطق السُّنية داخل إيران,
وبخاصة المدن الحدودية, ونزيدَ من عدد
مساجدِنا والحُسينيات, ونقيم الاحتفالات المذهبية أكثر من ذي قبل, وبجدية أكثر, ويجب أنْ نهيئ الجو في المدن التي يسكنها –تسعون
إلى مئة بالمائة- من السُّنة حتى يتمَ ترحيل أعداد كبيرةٍ من الشيعة من المدن والقرى
الداخلية إليها -أي: إلى المناطق السُّنية -، ويقيمون فيها إلى الأبد للسُّكنى
والعمل والتجارة, ويجب على الدولةِ والدوائرِ الحكومية أنْ تجعلَ هؤلاء المستوطنين
تحت حمايتها بشكلٍ مباشر ليتمَ إخراج إدارات المدن والمراكز الثقافية والاجتماعية
بمرور الزمن من يد المواطنين السابقين من السُّنة.
والخطة التي رسمناها لتصدير
الثورة خلافًا لرأي كثيرًا من أهل النظر ستثمرُ دون ضجيج أو إراقةٍ للدماء أو حتى
ردَّ فِعل مِن القوى العُظمى في العالم, وإنَّ الأموال التي ستُنفقُ في هذا السبيل
لن تكون نفقاتٍ دون عائد.
طُرق تثبيت أركان
الدولة:
نحن نعلم أنَّ تثبيتَ أركان كل دولة والحفاظ على كل امة أو شعب ينبني على أسسٍ
ثلاثة:
الأول: القوة التي تملكُها السُّلطة الحاكمة.
الثاني: العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين.
الثالث: الاقتصاد المتمركز في أيدي أصحاب رؤوس الأموال.
إذا استطعنا أنْ نزلزل كيان
تلك الحكومات -يعني في الدول الإسلامية السُّنية- إذا استطعنا أن نزلزل كِيان تلك
الحكومات بإيجادِ الخلاف بين الحُكام والعلماء, ونُشتتَ أصحاب رؤوس الأموال في تلك
البلاد ونجذبُها إلى بلادنا, أو إلى بلادٍ أخرى في العالم, نكونُ بلا ريبٍ قد
حققنا نجاحًا باهرًا ومُلفتًا للنظرِ؛ لأننا أفقدناهم تلك الأركان الثلاثة.
وأما بقيةُ الشعوب التي تشكِّل
((سبعين إلى ثمانين بالمائة)) من سكان كلِّ بلدٍ، فهُم أتباع القوة والحُكم ومُنهمكون
في أمورِ معيشتِهم وتحصيل رزِقِهم من الخبزِ والمأوى, ولذا فَهُم يدافعون عمن يملك
القوة, ولاعتلاء أي سطح؛ فإنه لابد من صعودِ الدرجة الأولى به، وجيراننا من أهل السُّنة
والوهابية هم: تركيا والعراق وأفغانسان وباكستان وعددٌ من الإمارات في الحاشية
الجنوبية ومدخل الخليج الفارسي -كذا قالوا- التي تبدو دولًا مُتحدةً في الظاهر إلا
أنها في الحقيقة مختلفة.
ولهذه المنطقة بالذات أهمية
كُبرى سواء في الماضي أو الحاضر، كما أنها تُعتبر حلقوم الكرة الأرضية من حيث النِّفط,
ولا توجد في العالم نقطةٌ أكثر حساسية منها, ويملكُ حُكام هذه المناطق بسبب بيع
النفط أفضل إمكانيات الحياة.
ثم نظر في فئات شعوب
المنطقة، قال: -أي: التقرير- سكان هذه
البلاد هُم ثلاث فئات :
الفئة الأولي: هم البدو وأهل الصحراء، الذين يعود وجودهم في هذه البلاد
إلى مئات السنين.
الفئة الثانية: هُم الذين هاجروا من الجُزر والموانئ التي تُعتبر من أرضنا
اليوم –أي: من أرض فارس،
أرض المجوس-, وبدأت هجرتُهم منذ
عهد ((الشاه إسماعيل الصفوي)), واستمرت في عهد ((نادر شاه)), و((كريم خان زند)), و((ملوك
القاجار)), و((أسرة البهلوي)), وحدثت هجرات متفرقة منذ بداية الثورة الإسلامية.
الفئة الثالثة: هم من الدول العربية الأخرى ومن مدن إيران الداخلية.
أما التجارة وشركات
الاستيراد والتصدير والبناء, فسيسيطرُ عليها في الغالب غير المواطنين
الأصليين، ويعيش السكان الداخليون من هذه البلاد على إيجار البنايات وبيع
الأراضي وشرائها, وأما أقرباء ذوي النفوذ
فيهم؛ فإنهم يعيشون على الرواتب العائدة من بيع النفط.
أما الفساد الاجتماعي
والثقافي والأعمال المخالفة للإسلام، فهي واضحةٌ للعيان, ومُعظم المواطنين في تلك
البلاد يقضون حياتهم في الانغماس في الملذات الدنيوية والفسق والفجور.
وقد قام كثيرٌ منهم بشراءِ
الشُّقق, وأسهم المصانع وإيداع رؤوس الأموال في أوروبا وأمريكا وخاصة في اليابان وانجلترا
والسويد وسويسرا خوفًا من الخرابِ المستقبلي لبلادِهم، إن سيطرتنا على هذه الدول
تعني السيطرة على نصف العالم.
وأما أسلوب
تنفيذ الخطة المعدة، فقد قال هذا التقرير -الذي وضعة أولئك الشياطين-:
لإجراء هذه ((الخطة الخمسينية)) يجب علينا بادئ ذي بدء: أنْ نُحسن
علاقتنا مع دول الجوار, ويجب أنْ يكون هناك احترام مُتبادل وعلاقة وثيقة وصداقة
بيننا وبينهم, حتى أننا سوف نُحسِّن علاقاتنا مع العراق بعد الحرب وسقوط ((صدام)),
وذلك أنَّ إسقاطَ ألفَ صديقٍ أهونُ مِن إسقاطِ عدو واحد.
وفي حال وجودِ علاقات ثقافية
وسياسية واقتصادية بيننا وبينهم؛ فسوف يُهاجر بلا ريب عدد من الإيرانيين إلى هذه
الدول, ويُمكننا من خلالهم إرسال عدد من العملاء كمهاجرين ظاهرًا، ويكونون في
الحقيقة من العاملين في النظام, وسوف تُحَدَّد وظائفهم حين الخدمة والإرسال.
لا تفكروا -يقول التقرير- أنَّ
خمسين سنة تُعدُّ عمرًا طويلًا, فقد احتاج نجاحَ ثورتِنا خطة دامت عشرين سنة, وأنَّ
نفوذَ مذهبِنا الذي يتمتع به إلى حدٍّ ما في الكثير من تلك الدول ودوائرها؛ لم يكن
وليدَ خطةِ يومٍ واحد أو يومين, بل لم يكن لنا في أي دولة موظفون فضلًا عن وزيرٍ أو
وكيلٍ أو حاكم, حتى إنَّ الفِرق الوهابية والشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية
كانت تعتبرنا من المرتدين, وقد قام أتباع هذه المذاهب بالقتل العام للشيعة مرارًا
وتكرارًا -وهذا كله كذب أبلق-, صحيح أننا لم نكن في تلك الأيام, لكن أجدادنا قد كانوا,
وحياتنا اليوم ثمرة لأفكارهم وآرائهم ومساعيهم, وربما لن نكون نحن أنفسنا في
المستقبل, لكن ثورتنا ومذهبنا باقيان.
ولا يكفي لأداء هذا الواجب
المذهبي التضحية بالحياةِ والخُبز والغالي والنفيس, بل يتوجب أنْ يكونَ هناك
برنامجٌ مدروس, ويجب إيجادُ مخططات ولو كانت لخمسمائة عام فضلًا عن خمسين سنة,
فنحن ورثةُ ملايين الشهداء الذين قُتلوا بيد الشياطين المتأسلمين –السُّنة-, وجرَت دمائُهم منذ وفاة الرسول -صلى الله عليه
وسلم- في مجرى التاريخ إلى يومنا هذا ولم تجفَّ هذه الدماء ليعتقدَ كل من يُسمَّي
مُسلمًا حتى يعتقد ب ((عليِّ وأهلِ بيت رسول الله))، ويعترف بأخطاء أجداده، ويعترف
بالتشيع كوارثٍ أصيل للإسلام.
ما هي المراحل
التي على الطريق؟
أولا: ليس لدينا مشكلة في ترويج المذهب في أفغانساتان وباكستان وتركيا والعراق والبحرين, سنجعل الخطة
العشرية الثانية هي الأولى في هذه الدول الخمس, والواجب على مهاجرينا -يعني
العملاء المكلفين- في بقية الدول؛ ثلاثة أشياء:
1-شراء الأراضي والبيوت
والشقق -كما يحدث في الرحاب في مصر, وفي المدن الجديدة يأتي الشيعة من العراق,
وربما من إيران؛ ليشتروا الشقق والأراضي في مصر-، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة
وإمكانياتها لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ويزيدوا عدد السكان .
العلاقة والصداقة مع أصحاب
رؤوس الأموال في السوق, والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد
الذين يتمتعون بنفوذٍ وافر في الدوائر الحكومية -انظر كيف يتسللون, في مصر وغيرها-
هناك في بعض هذه الدول قُرىً
متفرقة في طَوْر البناء, وهناك خُطط لبناءِ عشرات القرى والنواحي والمدن الصغيرة
الأخرى, فيجب أنْ يشترى هؤلاء المهاجرون العملاء الذين أرسلناهم أكبر عددٍ ممكنٍ
من البيوت في تلك القرى، ويبيعوا ذلك بسعرٍ مناسب للأفراد والأشخاص، الذين باعوا
ممتلكاتهم في مراكزِ المدن, وبهذه الخطة تكون المدن ذاتُ الكثافة السكانية قد أُخرجت
من أيديهم -يُبعثرون الكتلةَ السكانية ليسهُلَ الاستحواذُ على الناس-.
يجب حث الناس –الشيعة-
على احترامِ القانونِ وطاعة منفذي القانون وموظفي الدولة, والحصول على تراخيص
رسمية للاحتفالات المذهبية -وبكل تواضع- وبناء المساجد والحُسينيات؛ لأن هذه
التراخيص الرسمية سوف تُطرح مستقبلًا على اعتبارِ أنها وثائق رسمية, ولإيجاد الأعمال
الحُرة؛ يجب أنْ نفكرَ في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية؛ لنجعلها موضعَ المناقشة
في المواقع الحساسة، ويجب على الأفراد في هاتين المرحلتين أنْ يسعوا للحصول على
جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة, وعليهم
أنْ يُرغِّبوا الشباب في العمل في الوظائف الحكومية والانخراط خاصة في سلك الجندية
.
وفي النصف
الثاني من هذه الخطة العشرية:
يجب -بطريقةٍ
سريةٍ غير مباشرة- استثارة علماء السُّنة والوهابية ضد الفسادِ الاجتماعي, والأعمال
المخالفة للإسلام الموجودة بكثرةٍ في تلك البلاد, وذلك عبْر توزيع منشوراتٍ انتقادية
باسم بعض السُّلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى, ولا ريب أنَّ
هذا سيكون سببًا في إثارة أعدادٍ كبيرةٍ من تلك الشعوب, وفي النهاية إما أن يُلقوا
القبضَ على تلك القيادات الدينية أو الشخصيات المذهبية, أو أنهم سيُكذِّبون كل ما نُشر
بأسمائهم, وسوف يدافعُ المتدينون عن تلك المنشورات بشدةٍ بالغة، وستقع أعمالٌ مُريبة,
وستؤدي إلى إيقافِ عددٍ من المسئولين السابقين أو تبديلهم, وهذه الأعمال ستكونُ
سببًا في سوءِ ظنِّ الحُكام بجميعِ المتدينين في بلادهم.
وهم لذلك لن يعملوا على نشْرِ
الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية, وسوف يعتبرون كل الخطابات الدينية
والاحتفالات المذهبية أعمالًا مناهضةً لنظامِهم, وفضلًا عن هذا سينمو الحقد والنُّفرةُ
بين العلماء والحُكام في تلك البلاد، حتى أنَّ أهل السُّنة والوهابية سيفقدون
حمايةَ مراكزِهم الداخلية ولن يكونَ لهم حمايةٌ خارجية إطلاقًا.
في هذه المرحلة حيث تكون
ترسخت صداقة عملائنا لأصحاب رؤوس الأموال والموظفين الكبار, ومنهم عددٌ كبيرٌ في السِّلك العسكري والقوى
التنفيذية, وهم يعملون بكلِّ هدوءٍ ودأب, ولا يتدخلون في الأنشطةِ الدينية, فسوف
يطمئن لهم الحكام أكثرَ من ذي قبل, وفي هذه المرحلة حيث تنشأُ خلافات وفُرقةٌ وكَدَر
بين أهل الدين والحكام, فإنه يتوجبُ على بعض مشايخنا المشهورين من أهل تلك البلاد
أنْ يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكام تلك البلاد وخاصة في المواسم المذهبية, وأن يُبرزوا
التَّشَيُّعَ -انتبهوا لهذا جيدًا، فهذا الذي يُراد لكم- وأنْ يُبرزوا التَّشيُّع
كمذهبٍ لا خطر منه عليهم, وإذا أمكنهم أن يُعلنوا ذلك للناس عَبر وسائل الإعلام؛
فعليهم ألا يترددوا ليُلفتوا نَظَرَ الحُكام, ويحوزوا رِضاهم, فيُقلِّدوهم الوظائف
الحكومية دون خوْفٍ منهم أو وَجَل.
وفي هذه المرحلة ومع حدوثِ
تحولاتٍ في الموانئ والجُزر والمدن الأخرى في بلادنا, إضافةً إلى الأرصدة البنكية
التي سوف نستحدثها سيكون هناك مُخططاتٌ لضربِ الاقتصاد في تلك الدول, ولا شك في أنَّ أصحاب رؤوسِ الأموالِ في سبيلِ
الرِّبح والأمن والثبات الاقتصادي سوف يرسلون جميع أرصدتهم إلى بلادنا, وعندما
نجعل الآخرين أحرارًا في جميعِ الأعمال التجارية والأرصدة البنكية في بلادنا, فإنَّ
بلادَهم سوف تُرحِّب بمواطنينا وتمنحُهم التسهيلات الاقتصادية للاستثمار.
في المرحلة الرابعة: سيكون قد تهيأ أمامنا دولٌ بين علماءها وحُكَّامها مُشاحنات,
والتُّجار فيها على وشك الإفلاس والفرار, والناس فيما مضطربون ومستعدون لبيع
ممتلكاتهم بنصف قيمتها؛ ليتمكنوا من السفر إلى أماكن آمنة, وفي وسط هذه المعمعة؛
فإن عملائنا ومهاجرينا سيُعتبرون وحدهم حُماة السُّلطة والحكم, وإذا عَمِل هؤلاء
العملاء بيقظةٍ؛ فسيُمكنهم أن يتبوءوا كُبرى الوظائف الدينية والعسكرية, ويُضيِّقوا
المسافة بينهم وبين المؤسسات الحاكمة والحُكام, ومن مواقع كهذه يُمكننا بسهولةٍ
بالغة أنْ نَشيَ بالمُخلصين لدى الحكام على أنهم خونة, وهذا سيؤدي إلى توقيفهم أو
طردِهم واستبدالهم بعناصرنا, ولهذا العمل ذاته ثمرتان إيجابيتان:
الأولي: أنَّ عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام أكثر من ذي قبل.
الثانية: أنَّ سخطَ أهلِ السُّنة على الحُكم سيزداد بسبب ازدياد
قدرة الشيعة في الدوائر الحكومية, وسيقوم
أهل السُّنة من جرَّاءِ هذا بأعمالٍ مناوئةٍ أكثر ضد الحكم, وفي هذه الفترة يتوجب على
أفرادنا أنْ يقفوا إلى جانبِ الحُكام, ويدعوا الناس إلى الصُّلحِ والهدوء, ويشتروا
في الوقت نفسه بيوت الذين هم علي وشك الفرار وأملاكهم.
وفي العشرية الخامسة: فإنَّ الجو سيكون قد أصبح مهيأً للثورة؛ لأننا أخذنا
منهم العناصر الثلاثة التي اشتملت على الأمن, والهدوء, والراحة, والهيئة الحاكمة
ستبدو كسفينةِ وسط الطوفان, ستكون مُشرفة
على الغرق، تَقبل كل اقتراح للنجاة بأرواحها.
وفي هذا سنقترح عبْر شخصيات
معتمدة ومشهورة تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع, وسنساعد الحكامَ في المراقبة على
الدوائر وضبط البلد, ولا ريب أنهم سيقبلون ذلك، وسيحوز مرشحونا وبأكثرية مطلقة
معظم كراسي المجلس, وهذا الأمر سوف يُسبب فرار التجار والعلماء حتى الخَدَمَة المخلصين,
وبذلك سوف نستطيع تصدير ثورتنا الإسلامية الرافضية إلى بلادٍ كثيرة دون حربٍ أو إراقة
دماء.
وعلي فرض أنَّ هذه الخطة لم
تُثمر في المرحلة العشرية الأخيرة, فإنه يُمكنننا أنْ نقيمَ ثورةً شعبية ونسلبُ
السُّلطةَ من الحكام, وإذا كان في الظاهر
أنَّ عناصرنا –الشيعية- هم أهلُ تلك البلاد ومواطنوها وساكنوها, لكننا
نكون قد قمنا بأداء الواجب أمام الله والدين وأمام مذهبنا، ليس من أهدافنا إيصالُ
شخص معين إلى سُدَّةِ الحكم, فإنَّ الهدفَ هو فقط تصديرُ الثورة الرافضية, وعندئذ نستطيع رفعَ لواء هذا الدين الإلهي
-يعنون دين الروافض-, وأنْ نُظهر قيمَنا في جميع الدول, وسنتقدم إلى عالَمِ الكُفرِ بقوةٍ أكبر, ونُزيِّن
العالَم بنورِ الإسلام والتَّشَيُّع حتى ظهور المهديِّ الموعود)).
يا أهلَ السُّنة؛ اتقوا الله
في أنفسِكم، اتقوا اللهَ -عز وجل- في أنفسِكم, لا أقول فيمن تعولون, ولا مَن لكم
عليهم ولاية, لا أقولُ في وطنِكم؛ في أنفسكم.
إنَّ الروافضَ في العراق كانوا
يَسلخون أهل السُّنة أحياءً, يُعلِّقونهم كالذبائح, يُقطِّعونهم تقطيعًا, تعذيبٌ لم يَر العالَمُ مِثْلَهُ منذ خَلَقَ
اللهُ العالَم, ولا في محاكمِ التفتيش الصليبية بالأندلس وغيرها.
اتقوا الله في
أنفسكم؛ أفيقوا:
أفيقوا يرحمكم الله, الوقت وقت
جِدٌّ لا هزل فيه, إنَّ الرافضة يعتقدون بطلان ولاية الخلفاء الراشدين الثلاثة،
يعتقدون بطلانَ ولاية أبي بكر وعمر وعثمان.
فهل يُتوقع منهم أنْ يروا
صحةَ ولاية الحكومات الإسلامية المعاصرة؟
هيهات! إنهم يُفضِّلون أنْ
يحكمَ النصارى واليهود المقدسات الإسلامية -مكة والمدينة-, على أنْ يحكمَها أهل
الإسلام والتوحيد.
رشيد رضا -وحاله معروف- ذكرَ
في ((المنار)) في المجلد التاسع في الصفحة الخامسة بعد الستمائة أنَّ الرافضي أبا بكر العطَّاس قال: ((إنه يُفضل
أنْ يكونَ الإنكليز حُكامًا في الأراضي المقدسة على ابن سعود))، خَيَّبَ اللهُ آمالَ
الرافضي, وكبت الروافض وأذلَّهم, وأدام على أرضِ الحرمين نِعمة الأمنِ والاستقرار
ونعمة تحكيم الشريعة.
لا تُخدعوا يا
أهل السُّنة؛ يا جماهير
المسلمين بما يُروِّجهُ الروافض وعملاء الروافض بينكم, يَدخلون عليكم تحت ستار أنهم يحبون آل البيت,
نحن أهلَ السُّنة أَوْلى بأهلِ البيت مِنهم, نحن أَوْلى بأهلِ البيت منهم, نحن أولى
بفاطمة, نحن أولى بالحسنِ والحُسين, نحن أولى بعليٍّ –رضي
الله عنه-، نحن أولى بآلِ البيت مِن كلِّ زنديق, مِن كلِّ فاجر, مِن كلِّ مَنْ يُحِلُّ
الزنا باسم المتعة, ويَستحلُّ الكذبَ باسم التَّقيَّة, ويُغيِّرُ القرآن والسُّنة.
أفيقوا يرحمكم الله, لا وقت
هناك, لم يَعُد هنالك وقت, إنْ استطعتم أنْ تستيقظوا البارحة –لا
اليوم و لا غدًا، البارحة- إنْ استطعتم أنْ تستيقظوا البارحة فاستيقظوا, وإلا فهو
الذبحُ ثم السَّلخ, أما تغييرُ الدينِ وضياعُ مكاسبِ الإسلام العظيم في أرضِ
الكنانة, في مصر, في الصخرة التي ما زالت قائمةً، أقامها اللهُ وأدامها, الصخرةُ
العاتيةُ التي تنحسرُ عند أقدامِها أمواجُ الباطل, أمواجُ الفتن؛ أمواجُ المؤامرات؛ الصخرةُ العاتيةُ التي انحسرت
عند أقدامها أمواج التتار؛ أمواج الصليبين؛ أمواج الكُفارِ مِن كلِّ ملَّةٍ ونِحْلَة؛
مصرُ المَنارُ الذي يُضيءُ بالليل لكلِّ تائهٍ وحائر، لا زالت باقيةً، أبقاها الله
وأدامها.
أما الخونة فيها؛ فنسأل الله
أنْ يُذهبَهم وأنْ يُرِي المسلمين فيهم آية, إنه تعالى على كلِّ شيءٍ قدير, وصلي الله وسلم علي البشير النذير وعلي آله وأصحابه أجمعين.