((الْمُسْلِمُونَ جَسَدٌ وَاحِدٌ بِالْأُخُوَّةِ وَالتَّكَافُلِ))
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى)).
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ)).
إِذَنْ، الْمُؤْمِنُونَ جَمِيعًا جَسَدٌ وَاحِدٌ.
إِنَّ الْأُخُوَّةَ الَّتِي دَلَّ عَلَيْهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ عَلَى نَوْعَيْنِ:
*أُخُوَّةٌ هِيَ أُخوَّةُ النَّسَبِ.
*وَأُخُوَّةٌ هِيَ أُخُوَّةُ الْعَقِيدَةِ.
فَأَمَّا الْأُخُوَّةُ الْأُولَى: فَإِنَّهَا هِيَ أَوَّلُ مَا يَحْرِصُ الْمَرْءُ عَلَى الْإِتْيَانِ بِهِ، إِذَا مَا وَقَعَ عَلَيْهِ مَا يَسُوءُ؛ هِيَ أَوَّلُ مَا يَنْطِقُ بِهِ الْمَرْءُ إِذَا مَا أَتَاهُ مَا يُفْجِعُهُ وَيُفْظِعُهُ كَأَنَّمَا يَدْعُو أَخَاهُ؛ لِيُنْقِذَهُ بِقُدْرَتِهِ الَّتِي مَكَّنَهُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ بِهَا وَمِنْهَا مِمَّا قَدْ أَلَّمَ بِهِ ((أَخ))، هِيَ أَوَّلُ مَا يَأْتِي لِلْإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَقَع عَلى الْإِنْسَانِ مَا يَسُوؤُهُ.
*وَأَمَّا أُخُوَّةُ الْعَقِيدَةِ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].
يَقُولُ نَبِيُّنَا ﷺ عَنْ أُخُوَّةِ الْعَقِيدَةِ لَا نَسَبَ وَلَا رَحِمَ: «إِنَّ مِنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا بِشُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ بِمَقَامِهِمْ مِنَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ».
قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: «هُمْ أَقْوَامٌ تَحَابُّوا عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَعَلَى غَيْرِ أَمْوَالٍ يَتَعَاطُونَهَا».
أَلَيْسَ هَذَا مِنَ الْقَانُونِ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَحْرِصَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُ صَاحِبُ الْبَيِّنَةِ؟
وَفِي فَاتِحَةِ الْمَطَالِبِ الْعَلِيَّةِ الَّتِي يَأْتِي بِهَا الْمُسْلِمُ فِي كُلِّ صَلَاةٍ، لَا تَصِحُّ الصَّلَاةُ بِدُونِهَا، «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»، يَقُولُ الْمُسْلِمُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]، هَكَذَا بِالْجَمْعِ، وَلَوْ كَانَ فِي حُجْرَةٍ مُظْلِمَةٍ أَوْ فِي صَحَرَاءَ قَاحِلَةٍ.
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 6-7]. يَنْضَمُّ إِلَىٰ الْقَافِلَةِ الطَّيِّبَةِ الْمُخْلِصَةِ الْمُؤْمِنَةِ؛ لِأَنَّهُ فَرْدٌ مِنْهَا، لَا يَرِيمُ عَنْهَا وَلَا يَحِيدُ عَنْ سَبِيلِهَا.
{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينۡ} [الفاتحة: 7] مُعْلِنًا الْبَرَاءَةَ مِمَّا يُنَافِيهَا وَيُضَادُّهَا.
لِمَ هَذَا الْجَمْعُ؟
لِمَ يَسْتَشْعِرُ الْمُؤْمِنُ أَنَّهُ بَعْضٌ مِنْ كُلٍّ، وَأَنَّهُ جُزْءٌ مِنْ مَجْمُوعٍ؟
وَلَوْ قَالَ: «اهْدِنِي الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ»؛ لَكَانَتْ صَلَاتُهُ بَاطِلَةً، وَلَكَانَ مُسِيئًا بِغَيْرِ إِحْسَانٍ، وَلَكِنَّهُ يَأْتِي بِهَذَا الْجَمْعِ هَكَذَا، وَلَوْ كَانَ فِي غُرْفَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَلَوْ كَانَ وَحْدَهُ فِي صَحَرَاءَ مُتَرَامِيَةِ الْأَطْرَافِ لَا أَنِيسَ فِيهَا وَلَا جَلِيسَ.
وَفِي التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ وَهُوَ فَرْضٌ فِي كُلِّ صَلَاةٍ: «التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ»، يَأْتِي بِالتَّحِيَّاتِ للهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ، ثُمَّ يَأْتِي بِالسَّلَامِ عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ: «السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ»، أَوْ كَمَا قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: «السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ»، فِي الْحَالَيْنِ الْمُؤَدَّى وَاحِدٌ، سَلَامٌ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ.
ثُمَّ يَقُولُ: «السَّلَامُ عَلَيْنَا»، لَمْ يَقُلْ «السَّلَامُ عَلَيَّ»، وَإِنَّمَا: «السَّلَامُ عَلَيْنَا»: عَلَىٰ الْمُسْلِمِينَ، وَلَوْ كَانَ يُصَلِّي وَحْدَهُ؛ لِأَنَّهُ فَرْدٌ مِنْ مَجْمُوعٍ؛ لِأَنَّهُ لَا يَنْفَكُّ عَنْ مَجْمُوعِ الْأُمَّةِ، لَيْسَ جُزْءًا تَائِهًا، وَلَيْسَ ذَرَّةً فِي هَذَا الْمُحِيطِ الْخِضَّمِ الْمُضْطَرِبِ الْمُتَلَاطِمِ بِأَمْوَاهِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ مَشْدُودٌ بِخَيْطٍ وَثِيقٍ وَحَبْلٍ مَتِينٍ -بِدِينِ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ ﷺ-.
«السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ»، النَّبِيُّ ﷺ يُعَلِّمُنَا هَذَا الْأَمْرَ الْجَلِيلَ، هَذَا التَّشَهُّدَ الْعَظِيمَ، ثُمَّ إِذَا مَا أَتَى لِلشَّهَادَةِ؛ لَا يَنُوبُ فِيهَا أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ، وَإِنَّمَا يَعُودُ الْأَمْرُ إِلَىٰ الذَّاتِيَّةِ الْمَحْضَةِ، ((أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ)).
وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ((أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ)).
يَا للهِ الْعَجَب! إِنَّ النَّاسَ إِذَا مَا خَرَجُوا مِنْ ذَوَاتِهِمْ، وَإِذَا مَا أَخْرَجُوا ذَوَاتَهُمْ مِنْ ذَوَاتِهِمْ، وَإِذَا مَا عَادُوا إِلَى اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى هَيْئَةِ الْإِنْسَانِ الَّذِي خَلَقَهُ اللهُ، لَا عَلَى هَيْئَةِ الْمُسُوخِ الْمُشَوَّهَةِ، الَّتِي عَدَى عَلَيْهَا الْحِرْصُ وَالْحِقْدُ وَالْحَسَدُ وَالطَّمَعُ، فَأَصَبَحَتْ مُشَوَّهَةَ الصُّورَةِ وَمُشَوَّهَةَ الْبَاطِنِ، مُشَوَّهَةَ الْقَلْبِ وَمُشَوَّهَةَ الْقَالِبِ.
إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ يَدْعُو الْأُمَّةَ؛ لِكَيْ تَكُونَ جَسَدًا وَاحِدًا.
وَاعْلَمُوا عِبَادَ اللهِ؛ أَنَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ﷺ تَأْكُلُ فِي وَجْبَةٍ وَاحِدَةٍ لَحْمًا يَزِنُ كُلَّ يَهُودِ الْعَالَمِ -مِنْ غَيْرِ مُبَالَغَةٍ- تَأْكُلُ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ، لَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، بَلْ يَأْكُلُ الْعَرَبُ خَاصَّةً مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ لَحْمًا فِي وَجْبَةٍ وَاحِدَةٍ يَعْدِلُ وَيُعَادِلُ وَزْنَ يَهُودِ الْعَالَمِ أَجْمَعِينَ، وَمَعَ ذَلِكَ فَعُصْبَةٌ وَشِرْذِمَةٌ تَسُومُ الْمُسْلِمِينَ سُوءَ الْعَذَابِ، وَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ!!
لِمَاذَا؟!!
لِهَذَا التَّفَسُّخِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ ﷺ: «أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ!!»، وَلَكِنْ أَيْنَ الْمَحَبَّةُ بَيْنَكُمْ؟!
وَأَيْنَ الْوُدُّ بَيْنَكُمْ؟!
وَأَيْنَ الْأُلْفَةُ بَيْنَكُمْ؟!
وَأَيْنَ الْحِرْصُ عَلَى بَعْضِكُمْ الْبَعْضِ؟!
وَأَيْنَ الْأَخْذُ بِيَدِ بَعْضٍ إِلَى سَبِيلِ الرُّشْدِ بِفَضْلِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟!
* الْأُمَّةُ الْيَوْمَ تَحْتَاجُ جَمِيعَ أَفْرَادِهَا أَنْ يَكُونُوا عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ:
يَا جُزُرًا مُتَنَائِيَةً مُتَبَاعِدَةً، هَلُمُّوا تَقَارَبُوا؛ فَإِنَّ الْمَوْجَةَ عَاتِيَةٌ، وَإِنَّ الْخَطَرَ دَاهِمٌ، وَإِنَّ أَخْطَرَ مِنَ الْخَطَرِ أَلَّا يُحِسَّ مَنْ كَانَ فِي الْخَطَرِ أَنَّهُ فِي خَطَرٍ.
وَالْأُمَّةُ الْيَوْمَ تَحْتَاجُ جَمِيعَ أَفْرَادِهَا أَنْ يَكُونُوا عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَأَنْ يَجْعَلُوا تَحْتَ أَقْدَامِهِمْ، تَحْتَ أَحْذِيَتِهِمْ وَدَبْرَ آذَانِهِمْ، أَنْ يَجْعَلُوا تَحْتَ أَقْدَامِهِمْ أَحْقَادَهُمُ الصَّغِيرَةَ، وَأَطْمَاعَهُمُ الرَّدِيئَةَ، وَتَصَوُّرَاتِهِمُ الْمَرِيضَةَ، أَنْ يَعُودُوا إِلَى التَّمَسُّكِ بِشِرْعَةِ الْمَحَبَّةِ -شِرْعَةِ مُحَمَّدٍ ﷺ-، وَإِلَّا فَإِنَّ النَّذِيرَ قَائِمٌ مُسَلَّطٌ كَالسَّيْفِ الْمُسْلَطِ عَلَى الرِّقَابِ.
عِبَادَ اللهِ، إِنَّ اللهَ -جَلَّ وَعَلَا- جَعَلَ مُحَمَّدًا ﷺ دَاعِيَةَ ائْتِلَافٍ، فَلَا تَخْتَلِفُوا، وَجَعَلَ مُحَمَّدًا ﷺ دَاعِيَةَ مَحَبَّةٍ، فَلَا تَبَاغَضُوا.
يَقُولُ النَّبِيُّ ﷺ وَهُوَ يَجْعَلُ سِيَاجًا وَحَاجِزًا بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ حَتَّى يَأْتِيَ بِجَوَازِ الْمُرُورِ، فَمَا تَظُنُّ جَوَازَ الْمُرُورِ إِلَى الْجَنَّةِ؟
يُعْطِيهِ مُحَمَّدٌ ﷺ لِمَنْ نَوَّرَ اللهُ بَصَرَهُ وَبَصِيرَتَهُ، مَا تَظُنُّ جَوَازَ الْمُرُورِ؟
الْحُبُّ.
يَقُولُ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا».
إِذَنْ، لَنْ تُحَصِّلُوا الْإِيمَانَ حَتَّى تَحَابُّوا، وَلَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، فَعَلَّقَ الْأَمْرَ عَلَى شَرْطِهِ -شَرْطُهُ الثَّانِي-، فَلَا إِيمَانَ بِغَيْرِ مَحَبَّةٍ، وَلَا دُخُولَ لِجَنَّةٍ بِغَيْرِ إِيمَانٍ، وَإِذنْ، فَمِنَ الْمُقَدِّمَتَيْنِ: لَا دُخُولَ لِلْجَنَّةِ مِنْ غَيْرِ حُبٍّ.
«أَفَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ».
إِنَّ مُحَمَّدًا ﷺ دَاعِيَةُ مَحَبَّةٍ، فَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَقَاطَعُوا، دَعُوا مَرَّةً وَاحِدَةً أَحْقَادَكُمُ الصَّغِيرَةَ، وَهُمُومَكُمَ الرَّدِيئَةَ، وَتَصَوُّرَاتِكُمُ الْمَرِيضَةَ.
دَعُوهَا تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ، وَأَنَا زَعِيمٌ لَكُمْ -بِأَمْرِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ- بِانْطِلَاقَةٍ لَيْسَ لَهَا حَدٌّ، بِفُسْحَةِ أُفُقٍ لَيْسَ لَهُ مُنْتَهَى!!
وَأَنَا زَعِيمٌ لَكُمْ -بِأَمْرِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ- بِسَعَةِ رُوحٍ لَا انْتِهَاءَ لَهَا!!
وَأَنَا زَعِيمٌ لَكُمْ -بِفَضْلِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ- بِجَنَّةٍ فِي الدُّنْيَا لَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ الَآخِرَةَ إِلَّا إِذَا دَخَلْتُمُوهَا.
عَبْدَ اللهِ! قَالَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: {وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيل} [الإسراء: 26].
وَأَعْطِ أَصْحَابَ الْقَرَابَةِ مِنْكَ حَقَّهُمْ مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَالْمَوَدَّةِ، وَالزِّيَارَةِ، وَحُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ، وَإِنْ كَانُوا مَحَاوِيجَ -وَأَنْتُ مُوسِرٌ- فَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ.
وَأَعْطِ الْمِسْكِينَ الَّذِي يَبْدُو مِنْ ظَاهِرِ حَالِهِ الْفَقْرُ، وَالْمُسَافِرَ الْمُنْقَطِعَ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ.
فَيَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ، وَيَنْوِي فِعْلَ مَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ؛ لِيُثَابَ عَلَى ذَلِكَ.
نَسْأَلُ اللهَ -جَلَّتْ قُدْرَتُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ- أَنْ يَهْدِيَنَا لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ؛ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا هُوَ، وَأَنْ يُجَنِّبَنَا وَيَصْرِفَ عَنَّا سَيِّءَ الْأَخْلَاقِ لَا يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إِلَّا هُوَ؛ إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَبِالْإِجَابَةِ جَدِيرٌ.
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ أَجمَعِينَ.
المصدر:قَضَاءُ حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ مِنْ نَوَافِلِ الْعِبَادَاتِ