المَوْعِظَةُ الخَامِسَةَ عَشْرَةَ
((جُمْلَةٌ مِنْ أُصُولِ الْعَقِيدَةِ لِعُمُومِ الْمُسْلِمِينَ (2) ))
الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ﷺ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَمِنْ أُصُولِ عَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ:
الْإِيمَانُ بِأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ، قَالَ تَعَالَى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ} [الحشر: 22].
وَمِنْ أُصُولِ عَقِيدَتِنَا:
الْإِيمَانُ بِأَنَّ اللهَ لَهُ الْخَلْقُ وَالتَّدْبِيرُ.
وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ لَهُ مُلْكَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ: {لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)} [الشورى: 49-50].
وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].
وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [هود: 6].
فَأَيُّ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ، رِزْقُهَا عَلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، هُوَ الَّذِي يَتَكَفَّلُ بِهِ.
وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ اللهَ يَتَكَلَّمُ بِمَا شَاءَ، وَمَتَى شَاءَ، كَيْفَ شَاءَ: قَالَ تَعَالَى: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164].
فَالْإِيمَانُ بِصِفَةِ الْكَلَامِ: هُوَ الِاعْتِقَادُ الْجَازِمُ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى مُتَكَلِّمٌ بِكَلَامٍ، وَأَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يَتَكَلَّمُ، وَلَا يَزَالُ يَتَكَلَّمُ بِمَا شَاءَ، إِذَا شَاءَ، كَيْفَ شَاءَ، وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَتَكَلَّمُ بِحَرْفٍ وَصَوْتٍ، وَهَذَا الصَّوْتُ لَيْسَ كَأَصْوَاتِ الْمَخْلُوقِينَ.
وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ كَلِمَاتِ اللهِ أَتَمُّ الْكَلِمَاتِ صِدْقًا فِي الْأَخْبَارِ، وَعَدْلًا فِي الْأَحْكَامِ، وَحُسْنًا فِي الْحَدِيثِ، قَالَ تَعَالَى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام: 115]، وَقَالَ: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا} [النساء: 87].
وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى تَكَلَّمَ بِهِ حَقًّا، وَأَلْقَاهُ إِلَى جِبْرِيلَ، فَنَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَى قَلْبِ النَّبِيِّ ﷺ: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195)} [الشعراء: 192-195].
وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى عَلِيٌّ عَلَى خَلْقِهِ بِذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ: قَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: 255].
وَقَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 18].
وَنُؤْمِنُ بِأَنَّهُ: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} [يونس: 3].
وَمَعْنَى: ((اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ)): هُوَ الِاعْتِقَادُ الْجَازِمُ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى فَوْقَ سَمَوَاتِهِ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ، اسْتِوَاءً يَلِيقُ بِجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ، عَلِيٌّ عَلَى خَلْقِهِ، بَائِنٌ مِنْهُمْ، مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ.
وَنُؤْمِنُ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى مَعَ خَلْقِهِ، وَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ.
وَمَعْنَى أَنَّ اللهَ مَعَ خَلْقِهِ:
الْمَعِيَّةُ الْعَامَّةُ: قَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [الحديد: 4].
وَهِيَ تَسْتَلْزِمُ الْإِحَاطَةَ بِالْخَلْقِ؛ عِلْمًا وَقُدْرَةً وَسَمْعًا وَبَصَرًا وَسُلْطَانًا.
وَالْمَعِيَّةُ الْخَاصَّةُ: مَعِيَّةُ النَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ وَالْحِفْظِ: كَقَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ نَبِيِّهِ ﷺ: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40].
وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى لِمُوسَى وَهَارُونَ: {لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46].
فَاللهُ تَعَالَى مَعَ خَلْقِهِ، وَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ، يَعْلَمُ أَحْوَالَهُمْ، وَيَسْمَعُ أَقْوَالَهُمْ، وَيَرَى أَفْعَالَهُمْ، وَيُدَبِّرُ أُمُورَهُمْ.
وَلَا نَقُولُ كَمَا تَقُولُ الْحُلُولِيَّةُ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ، وَغَيْرِهِمْ: إِنَّهُ مَعَ خَلْقِهِ فِي الْأَرْضِ.
وَمِنْ أَرْكَانِ الْإِيمَانِ:
* الْإِيمَانُ بِالْمَلَائِكَةِ:
أَنْ يُصَدِّقَ بِوُجُودِهِمْ، وَأَنَّهُمْ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ، خَلَقَهُمْ مِنْ نُورٍ، خَلَقَهُمْ لِعِبَادَتِهِ، وَتَنْفِيذِ أَوَامِرِهِ فِي الْكَوْنِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ، لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء:26-27].
وَقَالَ -جَلَّ وَعَلَا-: {جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر: 1].
وَهُمْ خَلْقٌ مُكَرَّمُونَ، وَهُمْ مَعَنَا، مِنْهُمْ مَنْ لَا يُفَارِقُنَا إِلَّا عِنْدَ الْحَاجَةِ وَالْجِمَاعِ.
* الْإِيمَانُ بِالْكُتُبِ:
الْإِيمَانُ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَ((كُتُبِهِ)): تُصَدِّقُ بِهَا وَبِمَا فِيهَا مِنَ الْهُدَى وَالنُّورِ، وَأَنَّ اللهَ أَنْزَلَ تِلْكَ الْكُتُبَ عَلَى رُسُلِهِ؛ لِهِدَايَةِ الْبَشَرِ، وَإِلَى الدَّعْوَةِ إِلَى تَوْحِيدِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا-.
وَأَعْظَمُ تِلْكَ الْكُتُبِ: الْكُتُبُ الثَّلَاثَةُ: ((التَّوْرَاةُ، وَالْإِنْجِيلُ، وَالْقُرْآنُ)).
وَأَعْظَمُ الثَّلَاثَةِ ((الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ))، وَهُوَ الْمُعْجِزَةُ الْعُظْمَى، قَالَ -جَلَّ وَعَلَا-: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء/88].
* الْإِيمَانُ بِالرُّسُلِ:
نُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَ((رُسُلِهِ)): فَنُصَدِّقُ بِهِمْ جَمِيعًا، مَنْ سَمَّى اللهُ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ مِنْ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ، آخِرُهُمْ وَخَاتَمُهُمْ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ ﷺ.
* الْإِيمَانُ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ: يَعْنِي التَّصْدِيقَ بِكُلِّ مَا يَكُونُ بَعْدَ الْمَوْتِ مِمَّا أَخْبَرَ اللهُ بِهِ وَرَسُولُهُ ﷺ؛ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَنَعِيمِهِ، وَالْبَعْثِ مِنَ الْقُبُورِ، وَالْحَشْرِ، وَالْحِسَابِ، وَوَزْنِ الْأَعْمَالِ، وَإِعْطَاءِ الصُّحُفِ بِالْيَمِينِ أَوِ الشِّمَالِ، وَمِنَ الْإِيمَانِ بِالصِّرَاطِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، مَعَ الِاسْتِعْدَادِ لِذَلِكَ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ، وَتَرْكِ السَّيِّئَاتِ وَالتَّوْبَةِ مِنْهَا.
* الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ:
نُؤْمِنُ بِأَنَّ اللهَ عَلِمَ كُلَّ شَيْءٍ، مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ، وَمَا لَمْ يَكُنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ، وَقَدَّرَ ذَلِكَ وَكَتَبَهُ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ.
وَأَنَّ كُلَّ مَا يَجْرِي مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ، وَكُفْرٍ وَإِيمَانٍ، وَطَاعَةٍ وَمَعْصِيَةٍ، قَدْ شَاءَهُ اللهُ وَقَدَّرَهُ وَخَلَقَهُ، وَأَنَّهُ يُحِبُّ الطَّاعَةَ وَيَكْرَهُ الْمَعْصِيَةَ.
وَللْعِبَادِ قُدْرَةٌ عَلَى أَفْعَالِهِمْ، وَاخْتِيَارٌ وَإِرَادَةٌ وَمَشِيئَةٌ تَحْتَ مَشِيئَةِ اللهِ -جَلَّ وَعَلَا-.
وَالْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ يُكْسِبُ الْعَبْدَ صَبْرًا عَلَى الْمَصَائِبِ، وَابْتِعَادًا عَنِ الذُّنُوبِ وَالْمَعَائِبِ، كَمَا يَدْفَعُهُ إِلَى الْعَمَلِ، وَيُبْعِدُ عَنْهُ الْعَجْزَ وَالْخَوْفَ وَالْكَسَلَ.
عِبَادَ اللهِ! مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَاعْتِقَادٌ، يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ، وَيَتَفَاضَلُ أَهْلُهُ فِيهِ.
* مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: أَنَّهُمْ لَا يُكَفِّرُونَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا إِذَا ارْتَكَبَ نَاقِضًا مِنْ نَوَاقِضِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ.
أَمَّا مَا كَانَ مِنَ الْكَبَائِرِ الَّتِي هِيَ دُونَ الشِّرْكِ، وَلَمْ يَدُلَّ دَلِيلٌ عَلَى كُفْرِ مُرْتَكِبِهَا -كَتَرْكِ الصَّلَاةِ تَكَاسُلًا-؛ فَإِنَّهُمْ لَا يَحْكُمُونَ عَلَى مَرْتَكِبِهَا -أَيْ الْكَبَائِرِ- بِالْكُفْرِ وَإِنَّمَا يَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْفِسْقِ وَنَقْصِ الْإِيمَانِ.
وَإِذَا لَمْ يَتُبْ مِنْهَا فَإِنَّهُ تَحْتَ الْمَشِيئَةِ -إِنْ شَاءَ اللهُ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، لَكِنَّهُ لَا يَخْلُدُ فِي النَّارِ- قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 48].
وَمِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: وُجُوبُ طَاعَةِ وُلَاةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ، مَا لَمْ يَأْمُرُوا بِمَعْصِيَةٍ.
عَبْدَ اللهِ! عَلَيْكَ أَنْ تَتَعَلَّمَ عَقِيدَةَ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَأَنْ تَعْرِفَ أُصُولَهُمْ؛ لِتَنْجُوَ أَنْتَ أَوَّلًا، وَلِيُنَجِّيَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بِكَ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ وَمِنْ عِبَادِهِ الَّذِينَ كَتَبَ لَهُمُ السَّعَادَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ إِذْ تُبَيِّنُ لِلنَّاسِ دِينَ اللهِ كَمَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ.
ولَنْ تَكُونَ مِنَ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ حَتَّى تَتْبَعَ أُصُولَهَا، حَتَّى تَكُونَ عَلَى تِلْكَ الْأُصُولِ قَائِمًا، تَحُوطُهَا بِالرِّعَايَةِ، تُحَقِّقُهَا فِي نَفْسِكَ، تَدْعُو إِلَيْهَا، تَثْبُتُ عَلَيْهَا، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ.
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِين.