مَاذَا يَصْنَعُ الْمُسْلِمُونَ لَوْ هُدِمَ الْأَقْصَى؟!!


 ((مَاذَا يَصْنَعُ الْمُسْلِمُونَ لَوْ هُدِمَ الْأَقْصَى؟!!))

قَولُوا لِي بِرَبِّكُمْ -يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ- وَأَنْتُمْ أَكْثَرُ مِنْ مِلْيَارِ مُسْلِمٍ فِي الْعَالَمِ كُلِّهِ، يَتَحَدَّاكُمْ هَذَا الْعِلْجُ بِهَذَا الَّذِي صَنَعَ؛ فَمَاذَا صَنَعْتُمْ؟!!

قُولُوا لِي بِرَبِّكُمْ! مَا أَنْتُمْ صَانِعُونَ لَوْ هُدِمَ الْأَقْصَى الْآنَ، وَشُرِعَ فِي بِنَاءِ الْهَيْكَلِ الثَّالِثِ عَلَى أَنْقَاضِهِ؟!! مَاذَا أَنْتُمْ صَانِعُونَ؟!!

لَنْ تَصْنَعُوا شَيْئًا!!

الْقَضِيَّةُ مَيِّتَةٌ فِي وِجْدَانِ الْمُسْلِمِينَ؛ حَتَّى إِنَّ مَنْ تَكَلَّمَ، وَمَنِ اسْتَنْكَرَ، وَمَنْ عَلَّمَ، وَمَنْ نَبَّهَ، وَمَنْ وَضَّحَ؛ يُقَالُ لَهُ تَخْذِيلًا: هَلْ هَذَا الَّذِي تَقُولُونَ مِنْ مِثْلِ هَذَا الْكَلَامِ هُوَ الَّذِي سَيُحَرِّرُ الْقُدْسَ؟!!

لَنْ يُحَرِّرَ الْقُدْسَ، كَلَامٌ!! أَيُّ كَلَامٍ؟!!

وَلَكِنْ لَا بَدُّ أَنْ تُبْعَثَ الْقَضِيَّةُ فِي قُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنْ تَظَلَّ حَيَّةً فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، لَا أَنْ تَمُوتَ هَذَا الْمَوَاتَ الْبَشِعَ الشَّنِيعَ!!

فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

وَاللهِ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ بِغَيْرِ عَمَدٍ؛ إِنَّ بَاطِنَ الْأَرْضِ لَأَشْرَفُ لَنَا مِنْ ظَهْرِهَا مَعَ هَذَا التَّخَاذُلِ، وَهَذَا الْقُعُودِ، وَهَذَا التَّقَاعُسِ، وَهَذَا الِانْكِبَابِ عَلَى الْمَلَذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ الَّتِي يُتْحِفُكُمْ فِيهَا أَعْدَاؤُكُمْ مِنْ إِخْوَانِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ بِمَا يَسُوءُكُمْ، وَيُذِلُّ أُنُوفَكُمْ!!

كَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ لَكُمْ -وَقَدْ جَلَسُوا بَعِيدًا، وَأَخْرَجُوا لَكُمْ أَلْسِنَتَهُمْ-: مَاذَا أَنْتُمْ فَاعِلُونَ؟!!

وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ لَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا؛ وَلَكِنْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ».

لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئًا؛ وَلَكِنْ هَذَا الْجِيلُ، وَأَجْيَالٌ سَبَقَتْ، وَرُبَّمَا أَجْيَالٌ تَعَاقَبَتْ بِهَذَا الْخِذْلَانِ، وَهَذَا الْقُعُودِ، وَهَذَا التَّجَاهُلِ، وَهَذَا الْإِهْمَالِ، وَهَذَا الْغَبَاءِ.

هَذِهِ الْأَجْيَالُ تَخُونُ الْأَمَانَةَ الَّتِي ائْتَمَنَهُمْ عَلَيْهَا رَبُّ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ لَمَّا حَمَّلَهُمْ أَمَانَةَ هَذَا الدِّينِ!!

يَخُونُونَ رَسُولَ اللهِ ﷺ، يَخُونُونَ الْإِسْلَامَ وَالْقُرْآنَ -إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ-.

لَمْ يَبْقَ إِلَّا الْكَلَامُ!!

حَتَّى الدُّعَاء؛ يَضِنُّ بِهِ الْمُسْلِمِونُ عَلَى إِخْوَانِهِمْ، يَضِنُّ بِهِ الْمُسْلِمُونَ عَلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، عَلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، عَلَى فِلَسْطِينَ!!

مَنِ الَّذِي يَدْعُو رَبَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي الْأَوْقَاتِ الشَّرِيفَةِ وَغَيْرِهَا، فِي أَزْمَانِ الْقَبُولِ وَفِي غَيْرِهَا؟!!

مَنِ الَّذِي يَدْعُو رَبَّهُ بِحُرْقَةِ مَكْلُومٍ، وَبِأَلَمِ مَنْ ثَكِلَ وَلَدُهُ وَفِلْذَةُ كَبِدِهِ؟!!

مَنْ يَدْعُو رَبَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَنْ يُنَجِّيَ إِخْوَانَنَا فِي أَرْضِ فِلَسْطِينَ مِنَ الْمَجَازِرِ الَّتِي يُقَدَّمُونَ فِيهَا، وَيُذْبَحُونَ فِيهَا؟!!

وَالْعَالَمُ كُلُّهُ لَا يُبَالِي بِذَلِكَ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَلَا يُعَوِّلُ عَلَيْهِ؛ وَلَكِنْ إِنِ اعْتُدِيَ عَلَى عِلْجٍ مِنَ الْعُلُوجِ فِي أَيِّ صَقْعٍ مِنْ أَصْقَاعِ الْأَرْضِ؛ خَرَجَتِ الْكِلَابُ النَّابِحَاتُ تَنْبَحُ فِي الطُّرُقَاتِ، وَتَصِفُ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ بِكُلِّ مَا هُوَ وَهُمْ مِنْهُ بَرِيءٌ وَبَرَآءٌ!! وَلَكِنْ هَذَا قَانُونُ الْقُوَّةِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ، هُوَ قَانُونُ الْقُوَّةِ!!

المصدر:رَمَضَانُ شَهْرُ الِانْتِصَارَاتِ وَقَضِيَّةُ فِلَسْطِينَ قَضِيَّةُ الْأُمَّةِ

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  شَهْرُ الْحَصَادِ وَسُنَّةُ الصَّوْمِ فِيهِ
  رَحْمَةُ النَّبِيِّ ﷺ فِي السِّلْمِ وَالْحَرْبِ
  الزَّكَاةُ مِنْ مَحَاسِنِ دِينِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ
  مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ
  نَصِيحَةُ مُشْفِقٍ لِمُرَوِّجِي الشَّائِعَاتِ فِي هَذَا الْعَصْرِ
  المَوْعِظَةُ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ : ((غَزْوَةُ بَدْرٍ فُرْقَانٌ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ))
  نَمَاذِجُ فِي الشَّهَامَةِ وَالْمُرُوءَةِ
  عَاقِبَةُ إِهْمَالِ مُرَاقَبَةِ الْقُلُوبِ وَرِعَايَةِ الضَّمَائِرِ
  نَمَاذِجُ مِنْ مِحَنِ وَابْتِلَاءَاتِ خَيْرِ الْبَشَرِ
  الإِسْلَامُ أَعْظَمُ نِعَمِ اللهِ على العَبْدِ
  الْوَفَاءُ بِعَهْدِ اللهِ وَمِيثَاقِهِ
  الْوَعْيُ بِخَطَرِ الِانْحِرَافِ الْفِكْرِيِّ وَسُبُلِ مُوَاجَهَتِهِ
  حَثُّ اللهِ وَرَسُولِهِ ﷺ عَلَى عِبَادَةِ الذِّكْرِ
  مُوجِبَاتُ الْعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ فِي رَمَضَانَ
  مَبْنَى الْعَلَاقَاتِ وَالْمُعَامَلَاتِ فِي الْإِسْلَامِ عَلَى نِظَامٍ كَامِلٍ
  • شارك