عَقِيدَةُ الْيَهُودِ التَّوْرَاتِيَّةُ الْقَتْلُ وَالذَّبْحُ


((عَقِيدَةُ الْيَهُودِ التَّوْرَاتِيَّةُ الْقَتْلُ وَالذَّبْحُ))

إِنَّ الْإِنْسَانَ يَعْجَبُ مِنْ تَفَجُّرِ يَنَابِيعِ الْوَحْشِيَّةِ فِي النَّفْسِ الْإِنْسَانِيَّةِ إِلَى الْمَدَى الَّذِي لَا يُعْقَلُ وَلَا يُصَدَّقُ، وَالنَّاسُ لَا يَصْدُرُونَ فِي أَمْرٍ مِنْ أُمُورِهِمْ، وَلَا يَتَحَرَّكُونَ حَرَكَةً فِي حَيَاتِهِمْ إِلَّا بِبَاعِثٍ وَدَافِعٍ، وَأَكْبَرُ الْبَوَاعِثِ وَأَجَلُّ الدَّوَافِعِ مَا كَانَ عَقِيدَةً وَدِينًا، فَإِذَا كَانَتِ الْعَقِيدَةُ تَدْفَعُ إِلَى الْوَحْشِيَّةِ، وَإِذَا كَانَ الدِّينُ يَحُضُّ عَلَى الْعُنْفِ وَالْقَتْلِ وَالتَّدْمِيرِ وَالتَّخْرِيبِ؛ فَذَلِكَ مِمَّا لَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَاوَمَ إِلَّا بِمِثلِهِ، بِعَقِيدَةٍ بَنَّاءَةٍ وَدَافِعَةٍ إِلَى الرُّقِيِّ وَالْعَدْلِ، وَمُقِيمَةٍ لِصَرْحٍ شَامِخٍ مِنَ الْفَضْلِ.

*دَافِعٌ عَقَدِيٌّ دِينِيٌّ تَوْرَاتِيٌّ وَرَاءَ وَحْشِيَّةِ الْيَهُودِ:

 لَا يُمْكِنُ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَتَصَوَّرَ هَذَا الْكَمَّ الْفَظِيعَ مِنَ الْوَحْشِيَّةِ، تَنْطَلِقُ عَقَارِبُهَا، وَتَنْسَابُ حَيَّاتُهَا وَأَفَاعِيهَا تَدْمِيرًا وَتَخْرِيبًا وَقَتْلًا، لَا يُتَصَوَّرُ ذَلِكَ وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُتَصَوَّرَ إِلَّا إِذَا كَانَ مَبْنِيًّا عَلَى اعْتِقَادٍ رَاسِخٍ فِي النَّفْسِ أَنَّ مَا يُفْعَلُ إِنَّمَا هُوَ فِي مَرْضَاةِ الرَّبِّ، وَفِي تَحْصِيلِ رِضَاءِ الْإِلَهِ، سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ عَنْ وَهْمٍ أَمْ عَنْ خَدِيعَةٍ، أَمْ عَنْ خِدَاعٍ وَطَمَعٍ، أَمْ عَنْ تَحْرِيضٍ وَفَزَعٍ، فَالْمُحَصِّلَةُ وَاحِدَةٌ، وَالنَّتِيجَةُ لَا اخْتِلَافَ فِيهَا وَلَا مُسَاوَمَةَ عَلَيْهَا.

لَوْ نَظَرَ الْإِنْسَانُ فِي ((الْعَهْدِ الْقَدِيمِ)) وَنَظَرَ فِي ((سِفْرِ حِزْقِيَالَ فِي الْإِصْحَاحِ الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِن رَقْمِ 15 إِلَى 17))؛ لَعَرَفَ الدَّافِعَ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْبَاعِثِ، وَلَمْ يَعُدْ بَعْدُ مَجَالٌ لِلْعَجَبِ، وَلَا مَسَارٌ لِلدَّهَشِ، وَإِنَّمَا هُوَ عَمَلٌ مُنَظَّمٌ فَاعِلٌ مُتَحَوِّلٌ فِي دُنْيَا اللهِ لِأَسَاطِيرَ مَكْتُوبَةٍ، وَلِأَسْفَارٍ مَعْلُومَةٍ يُحَوِّلُهَا الْقَوْمُ بِعَقِيدَتِهِمْ فِيهَا، وَإِيمَانِهِمْ بِهَا إِلَى وَاقِعٍ مَفْرُوضٍ.

يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ -كَذَا يَزْعُمُونَ- فِي الْمَوْضِعِ الْمَذْكُورِ: ((هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَدْ عَمِلُوا بِالِانْتِقَامِ، وَانْتَقَمُوا نَقْمَةً بِالْإِهَانَةِ إِلَى الْمَوْتِ لِلْخَرَابِ مِنْ عَدَاوَةٍ أَبَدِيَّةٍ)).

فَلِلْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي ((الْعَهْدِ الْقَدِيمِ)) مِنْ كَلَامِ الرَّبِّ -كَمَا يَزْعُمُونَ- الْعَدَاوَةُ الْأَبَدِيَّةُ، وَالْمَذْبَحَةُ الْجَمَاعِيَّةُ، بِكَلَامٍ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ وَحْيٌ مِنْ لَدُنْ رَبِّ الْأَرْبَابِ، وَكَذَبُوا، وَإِنَّمَا هُوَ مِمَّا ائْتَفَكُوهُ وَمِمَّا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ.

 ((فَلِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا أَنَا ذَا أَمُدُّ يَدِي عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَسْتَأْصِلُ الْكَرِيتِيِّينَ، وَأُهْلِكُ بَقِيَّةَ سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَأُجْرِي عَلَيْهِمْ نَقْمَاتٍ عَظِيمَةً بِتَأْدِيبِ سَخَطٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، إِذْ أَجْعَلُ نَقْمَتِي عَلَيْهِمْ)).

هَذِهِ عَقِيدَتُهُمُ الَّتِي يَعْتَقِدُونَ، وَهَذَا دِينُهُمُ الَّذِي بِهِ يَدِينُونَ، وَهَذَا هُوَ الْوَحْيُ الْمَكْذُوبُ الَّذِي ائْتَفَكُوهُ، غَيْرَ أَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا قَدْ حَوَّلُوهُ إِلَى وَاقِعٍ مَنْظُورٍ مَفْرُوضٍ بِمَذلَّةٍ مُهِينَةٍ نَازِلَةٍ عَلَى كُلِّ مَنْ حَادَ عَنْ دِينِ رَبِّهِ -جَلَّ وَعَلَا-، وَخَالَفَ شَرِيعَةَ نَبِيِّهِ ﷺ.

* عَلَى مَدَارِ التَّارِيخِ لَيْسَ لِلْيَهُودِ إِسْهَامٌ يُذْكَرُ فِي الْحَضَارَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ:

الْعَجِيبُ الْغَرِيبُ أَنَّ أُمَّةً بِهَذِهِ الضَّعَةِ بِهَذَا الْهَوَانِ، وَلُغَتُهَا مَيِّتَةٌ لَا قِيمَةَ لَهَا، الْعَجِيبُ الَّذِي لَا يَفْرُغُ مِنْهُ الْعَجَبُ أَنَّ أُمَّةً عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَجْعَلَ لُغَتَهَا لُغَةَ الْعُلُومِ الْحَدِيثَةِ، صَحِيحٌ أَنَّ الْيَهُودَ كَمَا قَرَّرَ الْغَرْبِيُّونَ مِنْ مُنْصِفِيهِمْ وَأَهْلِ الْعَدْلِ فِيهِمْ، كَمَا قَالَ (جُوستَاف لُوبُون) فِي كِتَابِهِ عَنْهُمْ: عَلَى مَدَارِ التَّارِيخِ لَيْسَ لَهُمْ إِسْهَامٌ يُذْكَرُ فِي الْحَضَارَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ.

بَلْ هُمْ أَهْلُ الدَّسَائِسِ وَالْمِحَنِ، وَأَهْلُ الْفِتَنِ وَالْإِحَنِ، وَلَمْ يُسْهِمُوا قَطُّ فِي تَرْقِيَةِ الْحَيَاةِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ قَطُّ مُسَاهَمَةٌ فِي فِكْرٍ وَلَا عِلْمٍ وَلَا شَيْءٍ مِمَّا يَبْنِي صَرْحَ مَدَنِيَّةٍ، أَوْ يَشِيدُ حَضَارَةً إِنْسَانِيَّةً، بَعِيدًا عَنِ الْوَحْيِ الْمَعْصُومِ، لَمْ يَصْنَعُوا شَيْئًا.

إِنَّمَا عَلَّمُوا الْعَالَمَ الدَّسَائِسَ وَالْفِتَنَ، يُشْعِلُونَ الْحَرَائِقَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَيُثِيرُونَ الْحُرُوبَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ، وَلَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً.

 

المصدر:الْقُدْسُ عَرَبِيَّةٌ إِسْلَامِيَّةٌ وَسَتَظَلُّ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  عِبَادَاتُ الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ
  مِنْ سِمَاتِ الشَّخْصِيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ: لُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامِهِمْ
  مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ
  الْمُؤَامَرَةُ عَلَى مِيَاهِ الْمِصْرِيِّينَ!!
  حَالُ الْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ!!
  الدرس الحادي عشر : «الشُّكْرُ»
  دَوْرُ الِابْتِلَاءِ فِي تَرْبِيَةِ النُّفُوسِ
  فَضَائِلُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَشَرَفُ حَمَلَتِهِ
  مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ
  الْحِرْصُ عَلَى الْإِخْلَاصِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فِي الْحَجِّ
  الْمَوْعِظَةُ الْخَامِسَةُ وَالْعُشْرُونَ : ((الْحَثُّ عَلَى التَّوَاضُعِ))
  مِنْ فَوَائِدِ الصِّيَامِ وَمَقَاصِدِهِ
  ((الدَّوَاءُ الشَّافِي لِمَنْ يَعُودُ لِلذَّنْبِ بَعْدَ التَّوْبَةِ)) الشَّيْخُ الدُّكْتُور: عَبْد الرَّزَّاق الْبَدْر -حَفِظَهُ اللهُ-.
  بَعْضُ صُوَرِ أَكْلِ السُّحْتِ فِي زَمَانِنَا!!
  مِنْ مُوجِبَاتِ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ فِي رَمَضَانَ: الصَّدَقَاتُ وَالْجُودُ
  • شارك