«حُكْمُ الاحتفالِ بِالمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ» الإمام العلامة المُحدِّثُ: مُقبل بن هادي الوادعي -رحمهُ اللهُ-.


«حُكْمُ الاحتفالِ بِالمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ»

الإمام العلامة المُحدِّثُ: مُقبل بن هادي الوادعي -رحمهُ اللهُ-.

وَسِئَلَ الإمامُ مُقبل الوادعي -رحمهُ اللهُ-:

عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي ؟

فَأَجَابَ -رَحِمَهُ اللهُ-:

الاحتفالُ بِالمَوْلِدِ مِن حيثُ هو بِدْعَةٌ؛ لم يَثْبُت، وَلَم يَأْمُر به النبيُّ -صلى الله عليه وعلى آلِهِ وَسَلَّم-، اقْرَءُوا كتابَ اللهِ مِن أَوَّلِهِ إلى آخرِهِ، هَل تَجِدُونَ الاحتفالَ بالمولِدِ؟!

اقرءوا سُنَّةَ رسولِ اللهِ، «صحيح البخاري»، «صحيح مسلم»، «مُسْنَد الإمام أحمد»، «سُنَن أبي داود»، «جامع التِّرْمذي»، وَهَكَذَا أَيْضًا «سُنَن النَّسائي»، «سُنَن ابن مَاجَة»، «سُنَن الدَّارِميِّ»، إلى غيرِ ذَلِكَ، أَتَجِدُونَ الاحتفالَ بِالمَوْلِدِ؟ أَمْ أَتَى به العُبيديُّونَ بِالمَغرب؟ وَأَصْلُهُم يهود، ثُمَّ زَعَمُوا أَنَّهُم مِن ذُرِيَّةِ أَهْلِ بيتِ النُّبوة، وأنَّهُم يَنْتَسِبُونَ إلى إسماعيل بن جعفر، ثُمَّ تَبِعَهُم المُغَفَّلُونَ!!! حَتَّى إنَّ مَلِكًا في القرنِ السادس رَأَى النَّصَارَى يَحْتَفِلُونَ بِمَوْلِدِ عيسى، قَالَ أبو شَامَة: «فَأَقَامَ احتفالًا بِمَوْلِدِ النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم-، أَعْظَمَ مِن احتفالِ النَّصَارَى بِمَوْلِدِ عيسى»، فالملوكُ والرؤساءُ لا يُحْتَجُّ بِهِم، يُحْتَجُّ بِقَوْلِ اللهِ، وَيُحْتَجُّ بِقَولِ رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وعلى آله وَسَلَّم-.

أَنْصَحُ كلَّ مُسْلِمٍ يُرِيدُ النَّجاةَ، وَيُرِيدُ النُّبُوغَ في العِلْمِ: أنْ يَرْجِعَ إلى كُتُبِ المُتقدمينَ، التي هي خاليةٌ مِن هذه البدعِ، تَجِدُ أصحابَ المَوَالِدِ في الغَالِبِ، لا يأمرونَ بِالمعروفِ، ولا يَنْهَونَ عن المُنكرِ، بَلْ رُبَّمَا ارْتُكِبَ الفاحشةُ في الموالِدِ؛ فَمَوْلِدُ البَدَويِّ، رُبَّمَا تُرْتَكَبُ فيه الفاحشةُ، وَهَكَذَا أَيْضًا مَسْجِد بالجند؛ يحضرُ الناسُ فيه في ليلةِ كذا مِن رَجَب، ويُخَيِّمُونَ عندهُ بِالخِيَامِ، فَرُبَّمَا تُرْتَكَبُ فيه الفاحشةُ.

وَأَمَّا المُبْتَدِعَةُ: فَيَهُمُّهُم مُحَارَبَةَ أَهْلِ السُّنَّةِ، يقولونَ عنهم: (وَهَّابِيَّة) جَاءُوا يُخَرِّبُونَ عَليْنَا دينَنَا، أنتَ يَا مِسكين لَسْتَ عِند الدِّين، أنتَ عند العَصيدة!! وعند السلتة!! وعند القَاتَ!! لَسْتَ عندَ الدِّين ضَيِّعَتَ نَفْسَكَ، يَا مِسْكِين إنْ كُنْتَ عند الدين؛ فَتَعَالَ نحنُ مُسْتَعِدُّونَ أنْ نُنَاظِرَكَ، وأنْ نُبَيِّنَ لَكَ أَنَّكَ على بِدْعَةٍ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ، والله المُسْتَعَان.

[إجابة السائل على أهم المسائل: (271)].

 

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين

مَوْقِعُ تَفْرِيغِ خُطَبِ عُلَمَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ

https://www.drostext.com/

التعليقات


فوائد مفرغة قد تعجبك


  شُرُوطُ الزَّكَاةِ
  فَضْلُ شَهْرِ اللهِ الْمُحَرَّمِ
  مَسْئُولِيَّةُ الْمُسْلِمِ تِجَاهَ قَضَايَا أُمَّتِهِ كَقَضِيَّةِ الْأَقْصَى
  نَمَاذِجُ مِنْ عَفْوِ وَصَفْحِ سَلَفِنَا الصَّالِحِينَ
  الرَّدُّ عَلَى شُبْهَةِ: أَنَّ الْإِسْلَامِ دِينُ اسْتِرْقَاقٍ لِلْأَحْرَارِ
  أَهَمِّيَّةُ الْفَهْمِ وَالْوَعْيِ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ
  الدَّعْوَةُ إِلَى التَّوْحِيدِ دَعْوَةُ الْمُرْسَلِينَ أَجْمَعِينَ
  فَضَائِلُ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ
  لِمَنْ تَكُونُ الْبَيْعَةُ وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ؟
  مَعْنَى الصِّدْقِ لُغَةً وَاصْطِلَاحًا
  ثَمَرَاتُ الْوَفَاءِ بِالْعُقُودِ وَالْعُهُودِ
  جُمْلَةٌ مِنْ حُقُوقِ الْمُسِنِّينَ فِي الْإِسْلَامِ
  تُوبُوا وَأَنِيبُوا وَأَسْلِمُوا إِلَى رَبِّكُمْ!
  الْمِيثَاقُ الْغَلِيظُ -الزَّوَاجُ- فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ
  مِنْ مَظَاهِرِ الْإِيجَابِيَّةِ: حُبُّ الْوَطَنِ الْإِسْلَامِيِّ وَالدِّفَاعُ عَنْهُ
  • شارك